نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 102
مفتاح الكرامة إلى زعم أن الإطراب في تعريف الغناء غير الطرب المفسر في الصحاح بخفة لشدة سرور أو حزن وان توهمه صاحب مجمع البحرين وغيره من أصحابنا قال في مجمع البحرين الطرب بالتحريك خفة تعتري الإنسان لشدة حزن أو سرور والعامة تخصه بالسرور يقال طرب طربا من باب تعب فهو طرب أي مسرور وإبل طرّاب ؟ ؟ ؟ وهي التي تتسرع إلى أوطانها والتطريب في الصوت مده وتحسينه انتهى قوله غير الطرب بمعنى الخفة لشدة حزن أو سرور كما توهمه صاحب مجمع البحرين وغيره من أصحابنا التوهم هنا ليس بمعنى الغلط وان كان ( الظاهر ) ذلك في العبارة السابقة وانّما هو بمعنى مطلق الاعتقاد وليس ذلك أمرا بديعا فقد قال في المصباح وهمت وهما وقع في خلدي والجمع أوهام وشئ موهوم وتوهمت أي ظننت ووهم في الحساب يوهم وهما مثل غلط وزنا ومعنى انتهى قوله وكان هذا هو الذي دعى الشهيد الثاني ( رحمه الله ) إلى ان زاد في الرّوضة و ( المسالك ) بعد تعريف المشهور قوله أو ما يسمى في العرف غناء وتبعه في مجمع الفائدة وغيره لا يخفى ان عبارة ( المسالك ) على ما تقدم لم تشتمل الا على نقل القولين وان ما ذكره من الزيادة في عبارة الروضة مبنى على ان المراد بها ما تقدم عن بعض من تأخر وقد عرفت الصواب فلا نعيد وقد تقدم ذكره عبارة مجمع الفائدة فراجع تجدها حاكية للقولين مع حكمه بكون القول بالتحديد أشهر قوله فانطبق على ( المشهور ) إذا الترجيع تقارب ضروب حركات الصوت والنفس فكان لازما للإطراب والتطريب ( المشهور ) هو تفسير الغناء بمد الصّوت المشتمل على الترجيع ولما كان انطباقها على المشهور باعتبار تفسير الصّحاح للتطريب غير واضح من حيث عدم تفسيره له بالترجيع بخلاف تفسير المصباح أراد ان يبين انطباقها على ( المشهور ) على تفسير الصّحاح ( أيضا ) فلذلك علله بقوله إذا الترجيع تقارب ضروب حركات الصّوت والنفس ( انتهى ) يعنى ان الترجيع المذكور في التفسير المشهور لما كان عبارة عن فعل صاحب الصوت وهو تقارب ضروب حركات الصوت والنفس بفعله وإرادته كان مستلزما للتطريب الَّذي فسره في الصّحاح بالتحسين الَّذي هو فعل صاحب الصّوت ( أيضا ) وان لم يكن مستلزما ولا لازما لنفس حسن الصوت الَّذي هو صفة الصّوت بإيجاد اللَّه تعالى له على تلك الصفة وذكر الاطراب مع التطريب باعتبار كونه مرادفا له كما دلّ عليه كلام صاحب القاموس حيث فسّر الاطراب والتطريب والتطرب بالتغنّي وبما ذكرنا علم ان مراده ( رحمه الله ) بقوله فكان لان ما للإطراب والتطريب انّما هو المعنى اللغوي من قولهم لزمه بمعنى تعلق به قال في المصباح لزمته ألزمه تعلقت به انتهى وليس المراد به اللازم الَّذي وقع عليه الاصطلاح وهو التابع الَّذي لا ينفك كما وقع الاصطلاح على التعبير عن المستتبع بالمستلزم وعن المتبوع بالملزوم قوله والا لزم الاشتراك اللفظي مع انهم لم يذكروا للطرب معنى أخر ليشتق منه لفظ التطريب والاطراب يريد انه لو لم يكن المراد بالإطراب والتطريب إيجاد هذه الحالة لزم الاشتراك وهو باطل من وجهين أحدهما انه مخالف للأصل ولم يصرّح به اكتفاء بما هو واضح عند كل من له حظَّ يسير من العلم بطريقة العلماء ومن مخالفته للأصل ولذلك تعارف بينهم ذكره في أمثال المقام من دون تعرض لوجه بطلان اللازم وثانيهما ما هو بمنزلة الترقي عن الوجه الأوّل وهو انه لا مجال للالتزام به حتى مع قطع النظر عن مخالفته للأصل وهو انه لم يوجد هنا معنى أخر حتى يمكن القول بالاشتراك إذ لو كان هناك معنى أخر لتعرضوا لذكره فقد علم بما ذكرناه من البيان ان قوله ( رحمه الله ) مع انهم لم يذكروا ليس اعتراضا مستأنفا مستقلا على ما ذكره صاحب مفتاح الكرامة قوله مضافا إلى ان ما ذكر في معنى التطريب ( انتهى ) هذا اعتراض ثان على ما حكاه عن مفتاح الكرامة ومحصله إمكان أن يكون المراد بالتطريب إيجاد سبب الخفة فلا يبقى وجه لجزمه بان المراد بالتطريب في تعريف الغناء غير الطرب المفسر بالخفة قوله مع انه لا مجال لتوهم كون التطريب بمادته بمعنى التحسين والترجيع إذ لا يتوهم أحد كون الطرب بمعنى الحسن والرّجوع أو كون التطريب هو نفس المد فليست هذه الأمور إلا أسبابا للطرب يراد من إيجاده فعل هذه الأسباب ليس هذا الكلام اعتراضا مستقلا على ما حكاه عن مفتاح الكرامة وانما هو ترق من إمكان إرادة إيجاد سبب الخفة إلى لزوم إرادته وعدم إمكان إرادة غيره نظرا إلى انه لا مجال لتوهم كون التطريب بمادته التي أخذ منها بمعنى التحسين لتوقف ذلك على كون المادة التي أخذ منها وهي الطرب بمعنى الحسن والرجوع ولم يقل به أحد وانه لا مجال لتوهم كون التطريب هو نفس المد بالوضع الأصلي فيعلم من ذلك ان معنى التطريب والإطراب انما هو إحداث الخفة وانّ تسمية مد الصوت وترجيعه وتحسينه تطريبا انما هي من جهة كونها أسبابا للطرب وبعبارة أخرى معنى التطريب والإطراب انما هو إيجاد سبب الخفة وهذه الأمور مصاديق للأسباب فأطلق عليها وقد علم من البيان الذي ذكرناه ان قوله ان كون التطريب هو نفس المد عطف على ما أضيف إليه بلفظ التوهم المجرور باللام والا كان حق العبارة ان يقول ( المصنف ) ( رحمه الله ) إذ لا مجال لتوهم كون التطريب بمادته بمعنى التحسين والترجيع والمد إذ لم يتوهم أحد كون الطرب بمعنى الحسن والرجوع والامتداد فتدبر قوله مضافا إلى عدم إمكان إرادة ما ذكر من المد والتحسين والترجيع من المطرب في قول الأكثر ان الغناء مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب كما لا يخفى هذا اعتراض ثالث على ما حكاه عن مفتاح الكرامة ووجه عدم إمكان إرادة ما ذكر واضح فان الترجيع ليس فاعلا للمد والتحسين والترجيع وقد جعل المطرب في كلامهم صفة للترجيع قوله مع ان مجرد المد والترجيع والتحسين لا يوجب الحرمة قطعا لما مر وسيجئ من ان مقتضى الأدلة انما هو حرمة اللهو ومجرد مد الصوت وترجيعه وتحسينه لا يكون لهوا وهذا بخلاف الحالة التي هي الخفة فإنها لهو فيكون الصوت الذي هو سبب لإيجادها ملهيا فيحرم بحكم الأدلة قوله وقد تقدم في رواية محمد بن أبى عباد يعنى انه تقدم ذكر السماع في تلك الرواية لا تفسير الغناء به كما يوهمه العبارة في بادي النظر إذ ليس أثر من تفسيره به كما عرفت متنها في كلام ( المصنف ) ( رحمه الله ) قوله فان اللهو كما يكون بآلة من غير صوت كضرب الأوتار يعنى من غير تصويت من الإنسان الفاعل لذلك الفعل ومنه يعلم معنى لفظي الصوت الآتي ذكرهما في العبارة قوله ولحضور ما يستلذه القوى الشهوية من كون المغنّي جارية أو أمرد أو نحو ذلك حق العبارة ان يقال ولحضور ما يستلذه القوى الشهوية من جارية أو أمرد أو نحو ذلك بإسقاط لفظي كون المغني المضاف والمضاف إليه لأن كون المغني جارية أو أمرد غير صالح لصيرورته بيانا للموصول باعتبار كونه فاعلا للحضور المضاف إليه قوله ومراتب الوجدان مختلفة في الوضوح والخفاء فقد يحسّ بعض الترجيع من مبادي الغناء ولم يبلغه المناسب لتفريع قوله فقد يحسّ بعض على اختلاف مراتب الوجدان أن يكون الفعل مبنيا للفاعل ويكون بعض بالرفع والتنوين فيكون عبارة عن الشخص يعنى انه قد يحسّ بعض الأشخاص الترجيع قبل بلوغه حد الغناء وذلك لان الوجدان صفة الشخص ويحتمل أن يكون الفعل مبنيا للمفعول ويكون لفظ بعض مضافا إلى الترجيع نائيا عن الفاعل وهذا أعم وأشمل من الأول باعتبار ان الشخص الواحد قد يختلف عليه الحال في إدراك الترجيع وعلى هذا فلا بد من أن يكون الوجدان مصدرا بمعنى المفعول أو مبنيا
102
نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 102