responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 365


إن حديث الغدير لا ريب حقيقة لا يعتريها باطل ، بلجاء بيضاء كوضح النهار ، وإنه لنفثة من نفثات الإلهام جاشت بها نفس الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لتقرر بها قدر ربيه وصفيه وأخيه بين أمته وأصفيائه المجتبين . هو حجه لقدر الإمام " نقلية " ، ولحقه الهضيم ، لم يعوز " الأميني " إبرازها في سطور سفره ، وإحاطتها بسياج ثابت متين من الاسناد التاريخية المنيعة على أراجيف الأهواء . . ولمن شاء أن يخدشها - ظالما أو جاهلا - بفرية ، أو يدلنا أين بين أولئكم الصحابة الأبرار من يسبق ابن أبي طالب حين تذكر المزايا والأقدار ؟ !
لقد كنت ، وما أزال ، أجعل الخلق والمواهب ومقومات الشخصية أقيستي للعظمة الإنسانية ، فما رأيت امرأ - بعد محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - جديرا أن يلحق بذيله أو يكون رديفه قبل أبي سلالته الخيرة المطهرة ، ولست بهذا مدفوعا بحماس لمذهب أو تشيع ، ولكنه الرأي الذي تنطق به حقائق التاريخ . . .
إنما الإمام هو الرجل " الأمثل " . . . عقمت عن مثيله الحقب والعصور حتى آخر الزمان . وعندما تستروح النفوس المستهدية أنباءه يشرق لها من كل نبأ شعاع ، فإن هو إلا بشر صيغ - أو كان أن يكون - من كمال ، ظاهر الحق لذات الحق دون مظاهرته للنتائج المترتبة عليه ، ولا من أجل الجزاء عنه ، وغالب الباطل إنكارا للباطل وحبا في تبرئة الإنسانية المتعالية التي يؤمن بها من أن تتهم بالصبر على ما يجافي الحق دون أن تنهض له ، كان دوما يكره الشر منذ انتبهت عينه للحياة . . كرهه في الانتقاص من تفرد الله بالقدرة ، فأبى أن يعنو وجهه لأي من الأصنام التي عنت لها جباه قومه - وهو بعد طفل - لأنه رآها شرا ينال من قداسة الله في نفوس بني الإنسان . . . وكرهه في عدوان القوي الظالم على حرية الضعيف المظلوم ، فناضل نضاله المشهود إبان البعثة عن رسول الله ، لتحق كلمة الله وتذيع شرعة الهداية الكفيلة باستنقاذ البشرية الضالة من حمأة الآثام . . . كره الشر في الحسيات وفي المعنويات . وغالبه في العقائد الفاسدة والنفوس المفسودة . . . حاربه في الفقر الذي يسترخص الأبدان والأرواح ، فأمن نفسه من غوائله بأن حصنها

365

نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست