responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 364


ليس ينجبه سوى إيمان للرجل وثيق بقدر عمله وجدواه ، وإيمان أيضا بشخصية الإمام العظيم بلغ أعلا ذراه .
ومن العسير على أي امرئ يقرأ " الغدير " أن يفيه في عجالة كهذه قصيرة ، وأنا كذلك معلن قصوري بين يدي تقديري ! . . . فليس بنصوص من روائع الأدب ، ولا نظيما من عيون القيد ، ولا صحائف مجتباة من بطون التاريخ . . لا ولا قصصا حيا يرد الأجيال ويرسم الرجال والأبطال ، ولكنه هذه كلها وبعض سواها ، عصي على من لم يتوفر عمره المديد على دراسة نواحيها أن يأتي فيه بالرأي الراشد الذي يقارب الصواب .
ومن هنا بدا لنا علم " الأميني " عالما فسيحا يضل فيه وعي القراء كما يضل وعي النقاد ، فلقد جاء كتابه " موسوعة " زاخرة تفيض بالممتع والمحكم ، وتلم من كل فن من فنون المعارف بأطراف ، حتى ليعسر على النخبة المختارة من ذوي الأقلام أن يأتوا بنظيرها إلا على حذر وبعد بحث مغرق طويل .
وأدع جانبا هذا العرض الدقيق الذي أودعه الكاتب لب كتابه ، وهذا السرد الرشيق للنظيم والنثير ، ثم انطلق وإياه في آفاقه التي أضاءها قلبه المشرق المستنير . . إنه ليستهدي التنزيل ، ثم الحديث ، ثم يقفي بعد هذا وذاك بنفحات الهداية التي حركت يراعات تلك الأجيال المتلاحقة من الرواة والشعراء والكتاب حتى يصل بنا إلى هذا الجيل . . . فإلى أي مدى استطاع أن يتخذهم جميعا جندا يدفعون جحافل الجحود والإنكار والافتراء عن " حديث الغدير " ؟ . .
لقد وفق الرجل في كلا العرض والدفاع ، حتى فرت أمام حججه ذرائع المبطلين ، ولم يكن في دفاعه مسوقا فحسب بفرط شغفه بالإمام ، ولكنه كان أيضا كالحكم العدل ، يزن في كفتين ثم يسجل لأيتهما كان الرجحان . ولعل نظرة عابرة يلقيها غير ذي الهوى على صفحات سفره - وخاصة تلك التي أفردها السلاسل " الوضاعين والموضوعات " - كفيلة بأن تريه " الأميني " بحاثة أمينا ، يتبع في استخلاص آرائه أدق أساليب البحث المنزه الصحيح .

364

نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست