responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 347


على الأمة ردحا من الزمن فها أنا قيضت لأقشعها .
أراها وإن طالت علينا فإنها * سحابة صيف عن قليل تقشع وإن معاثر التمويه وإن تكدست فإن ذمتي هنة باكتساحها ، وكتابي هذا العلم الهادي ، وضياء النادي ، يوقفكم على مركز الخلافة ، ومرتكزا لوائها ، ومصب نصوصها ، ومنبثق أنوارها ، ويلمسكم الحق الصراح ، مسفرا عن محياه الوضاء ، بعد أن جللته ظلم التمويه .
وها أنا ذا أعرف القالة من أين يؤكل الكتف ، وكيف يفشل التدجيل ، إن الواقف على مجلدات كتاب " الغدير " عن كثب يعلم أن هذا الوصف دون ما فيه ، وأن السامع به يحسب لأول وهلة أنه مقصور على موضوعه ، لكنه عند ورود منهله العذب يجد فيه البحث والتنقيب حول كثير من براهين الإمامة ، والاكتساح لطوائف من الأشواك المتكدسة أمام سير السالكين ، ودحض ما هنالك من قوارص تشق العصا ، وتفرق الكلمة ، والكشف عما وراء الأكمة من نوايا سيئة ، ومعاول هدامة ، والتنزيه لامته عما ألصقت بها أقلام مستأجرة من شية العار ، وشوهت سمعتها سماسرة الأهواء بأساطيرهم المائنة . وهنالك مسائل جمة من فقه وكلام وتفسير وحديث وتاريخ كشف عنها الغطاء بعد تمويه متطاول ، وإصفاق عليه متواصل ، بعدما تصادمت عليه نزعات وأهواء ، واحتدمت إحن وشحناء .
ما أسفت كأسفي على عصر الثقافة والتنقيب ، عصر النور والتفاهم ، هذا العصر الذي تمخضت فيه الحقائق ، وظهرت البواطن ، وعرفت المغازي ، وتمرنت الأحلام ، بتحري كل صحيح ، وتحكيم الأصول الثابتة ، أن يحصل فيه دجالون يقتصون أثر أولئك الماضين الذين نمتهم العصور المظلمة ، فطفقوا يعشون في حلك العمى ، ويتخبطون في خطيات جهل دامسة ، فيعثرون بكل ربوة ، ويسفون إلى كل هوة ، ولهم قلوب لا يفقهون بها وعيون لا تبصر ضوء الحق ، وأسماع لا تصيخ إلى هتافة .
وشتان بين هؤلاء وأولئك ، فإن قضاء الطبيعة كان يلزم من عاصرناه

347

نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست