نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 348
بالتكهرب بمقتضيات الوقت من علم وهدى ، لكن الحقد المتضرم أبى للقوم إلا أن يخلدوا إلى حمأة التعصب الشائن ، وحسبوا أن لا رقيب ولا محاسب ، ولا أن الحفظة الكرام يكتبون ما يتقولون ، والله من ورائهم محيط . أو يحسبون أن من يقعون فيه ويتهجمون عليه إحدى الأمم البائدة قد أكل عليها الدهر وشرب ؟ فلم يبق من يدافع عن كيانها ، أو يناضل عن معتقداتها ويبرزها بجمالها المبهج ، وجلالها المرهب ، ومحياها الوضاح ، وكأنهم في سنة عن العلماء والمؤلفين والبحاثة والمنقبين طيلة الحقب والأعوام ، وما لهم من أقلام نزيهة حرة ، ونسيج من كلم الحق ، موشى بسناء الحقيقة . نعم : لم يزل القوم في غلوائهم تائهين حتى جاءهم سيل " الكتاب الغدير " الأتي ، وتيار علمه الجارف ، فذهب ما لفقوه جفاء ، فليحي مؤلفنا المجاهد الناهض " الأميني " وبياه الله ، والحمد لله على إحقاق الحق ، وإدحاض معرة الباطل ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين . محمد علي الغروي الأوردبادي نظرية كريمة عطف ملكي تفضل به صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك مصر المحمية يعرب عن الرأي السديد في الوحدة الإسلامية ، وتشجيع الدعاة إليها ، وان الآراء والمعتقدات في المبادئ والمذاهب حرة لا تفصم عرى الاخوة القويمة التي جاء بها الكتاب الكريم * ( انما المؤمنون أخوة ) * ولو بلغ الحوار فيها بين أولئك الاخوان أشده ، وقام الحجاج والجدال على ساقيهما ، جريا على سيرة السلف وفي مقدمهم الصحابة والتابعون لهم باحسان ، وكل حزب بما لديهم فرحون . فالمؤلف الإسلامي الحر مشكور سعيه ، مقدر بخدمته آخذا بقوله تعالى : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) * .
348
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 348