نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 222
هو إلا كرعاية المصلي طهارة جسده وملبسه ومصلاه ، يتخذ المسلم لنفسه صعيدا طيبا يسجد عليه في حله وترحاله ، ولا سيما في السفر ، إذ الثقة بطهارة كل أرض يحل بها ويتخذها مسجدا لا تتأتى له في كل موضع من المدن والرساتيق والفنادق والخانات وغيرها . فأي وازع من أن يحتاط المسلم في دينه ، ويتخذ معه تربة طاهرة يطمئن بها وبطهارتها يسجد عليها لدى صلاته ، حذرا من السجدة على الرجاسة والنجاسة والأوساخ . وقد قال في الأصل الثاني : إن قاعدة الاعتبار المطردة تقتضي التفاضل بين الأراضي بعضها على بعض ، وتستدعي اختلاف الآثار والشؤون والنظرات فيها ، وهذا أمر طبيعي عقلي متسالم عليه ، مطرد بين الأمم طرا ، ألا ترى ان المستقلات والساحات والدوائر الرسمية والدور المضافة إلى الحكومات وبالأخص ما ينسب منها إلى البلاط الملكي ، ويعرف باسم عاهل البلاد وشخصه ، لها شأن خاص ، وحكم ينفرد بها ، يجب على الشعب رعايته ، والجري على ما صدر فيها من قانون . فكذلك الأمر بالنسبة إلى الأراضي والأبنية والديار المضافة المنسوبة إلى الله تعالى ، فإن لها شؤونا خاصة وأحكاما وطقوسا ، ولوازم وروابط لا مناص ولابد لمن أسلم وجهه لله من أن يراعيها ويراقبها . وبعد شرح مفصل حول أفضلية بعض الأماكن كمساجد أو مدن أو بقاع وضح فضيلته تربة كربلاء المقدسة ، ومبلغ انتسابها إلى الله سبحانه وتعالى ، ومدى حرمتها وحرمة صاحبها ، دنوا واقترابا من العلي الأعلى ، فما ظنك بحرمة تربة هي مثوى قتيل الله ، وقائد جنده الأكبر المتفاني دونه بل هي مثوى حبيبه وابن حبيبه ، والداعي إليه ، والدال عليه ، والناهض له ، والباذل دون سبيله أهله ونفسه ونفيسه ، والواضع دم مهجته في كفه تجاه إعلاء كلمته ، ونشر توحيده ، وتحكيم معالمه ، وتوطيد طريقه وسبيله . فعلى هذين الأصلين نتخذ نحن من تربة كربلاء قطعا لمعا وأقراصا نسجد
222
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 222