نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 223
عليها كما كان فقيه السلف مسروق بن الأجدع يحمل معه لبنة من تربة المدينة المنورة يسجد عليها ، والرجل تلميذ الخلافة الراشدة ، فقيه المدينة ومعلم السنة بها . وليس اتخاذ تربة كربلاء مسجدا لدى الشيعة من الفرض المحتم ، ولا من واجب الشرع والدين ، ولا مما ألزمه المذهب ، ولا يفرق أي أحد منهم - منذ أول يومها - بينها وبين غيرها من تراب جميع الأرض في جواز السجود عليها ، خلاف ما يزعمه الجاهل بهم وبآرائهم . وإن هو عندهم إلا استحسان عقلي ليس إلا . وكانت كلمته الأخيرة هي : هذا حبنا وهذا حسيننا ، وهذا مأتمه ، وهذه كربلاؤه ، وهذه تربته ، وهي مسجدنا ، والله ربنا وسنتنا وسيرتنا سيرة نبينا وسنته ولله الحمد . وختم الكتاب بهاتين الآيتين من القرآن الكريم : * ( وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ) * [1] . * ( وليعلم الذين أوتو العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ) * [2] . بعض الحكم من أقوال الشيخ الأميني : - الحب والبغض حلتان تتواردان على الخواطر ، يعبر بهما عن إقبال النفس وميلها إلى الشئ ، وعن إدبارها عنه . - الذات الوحيد الذي يستأهل الحب أولا وبالذات قبل كل شئ إنما هو الله تبارك وتعالى ، نظرا إلى ذاته وأفعاله . - ولا يتأتى ذلك - يعني الحب لله - إلا بعد ما يوجد لدى العبد أيضا بواعث ودواعي يحبه الله بها . - أليس الأمثل والأفضل اتخاذ المسجد من تربة تفجرت في صفيحها عيون دماء اصطبغت بصبغة حب الله ، وصيغت على سنة الله وولائه المحض الخالص ؟ !