نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 56
حتى استطاع - بعد هذه الجهود الجبارة المضنية - أن يمسك بيده المبادرة ، ويعيد معظم الشباب المنحرف إلى جادة الصواب ، وإلى التمسك بعرى دينه ، وقيمه ، وأخلاقه . هذا ما حدثني به سماحة العلامة الأميني ، بعد عودته إلى النجف الأشرف من سفرته إلى إيران ، والتي دامت أكثر من أربعة أشهر . وهذه واحدة من بطولاته في ساحات الجهاد ، التي تعددت إلى عدة جبهات . من سن سنة سيئة : حدثني شيخي وأستاذي العلامة الأميني ( قدس سره ) في داري ببغداد [1] قائلا : كان في طهران جماعة من التجار المؤمنين ، الذين يتصدون لأعمال الخير ، وكانت عند أحدهم قطعة أرض واسعة في مكان مهم وحساس من طهران ، وكان يفكر أن يشيد على القطعة مسجدا ومحلات ومكاتب تجارية يدر ريعها على المسجد ومشاريعه . غير أن بعض أصدقائه ، الذين ينظرون إلى الأمور بالمنظار المادي البحت ، رجح له أن يشيد عليها دارا للسينما ومحلات ومكاتب تجارية ، ثم من وارداتها يصرف على الأمور الخيرية . أخذت الفكرة منه موقع الاستحسان ، بالإضافة إلى غريزة حب المال والتكاثر المتأصلة في نفس الإنسان ، ووسوسة الشيطان ، فأقدم على تشييد دار للسينما وملحقاتها ، وجنى منها أموالا طائلة . مرت السنون والأعوام ، ثم توفي الرجل وترك ثروته الطائلة لورثته ، ومنها دار السينما ، وأسدل الستار ونسوا مورثهم . وفي يوم من الأيام دعا الورثة أحد أصدقاء والدهم من الذين يعتزون به - وهو لا يقل عن والدهم ثروة وتدينا وعطاء - دعاهم إلى داره على مائدة طعام ، فلما حضروا وأكلوا ونهلوا وشبعوا ، قال لهم : أتدرون لماذا دعوتكم ؟ قالوا : أنت