نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 57
مثل والدنا تتلطف علينا ، ثم سألهم : هل إن والدكم قصر في حقكم وفي تربيتكم ، وتعليمكم ، والصرف عليكم ؟ ، قالوا : لا ، بل تفضل ، ونحن دائما نذكره بالخير ونترحم عليه ثم أخذ يبين لهم حقوق الأبوين ، ويحثهم على البر بهما ، حيين كانا أو ميتين ، وما أحوجهما إليهم بعد وفاتهما إلى البر بهما . ثم قال لهم : إني رأيت والدكم قبل أيام ، كما يرى النائم ، أنه في حال سيئة للغاية يرثى لها ومعذب بأشد العذاب ، كل ذلك بسبب بنائه دار السينما ، ويقول : كل عرض فيلم يقام في دار السينما يقيمون ملائكة جهنم له حفلا مثلها ، وهو الآن يستصرخكم ، ويناشدكم بحق الأبوة التي له عليكم أن تنقذوه من هذا العذاب وتخلصوه من هذه الورطة ، وهو يطلب منكم أن تهدموا دار السينما . وجم الورثة لما سمعوا طلب أبيهم ، وصار كل واحد منهم ينظر بوجه الآخر وهم في ذهول ودهشة ! ! أخيرا طلب كبيرهم مهلة ، لينظروا في أمرهم ويتشاوروا فيما بينهم ، وقد مر الأسبوع والأسبوعان والثلاثة ، وما حرك واحد منهم ساكنا ، إلى أن دعاهم مرة ثانية ، وعمل لهم وليمة فاخرة ، وسألهم عما توصلوا إليه من رأي ؟ أجابه كبيرهم مستفسرا من الحاج : أليس المرحوم والدنا هو الذي بنى دار السينما ؟ قال : نعم ، ولكنه ندم على غلطته وتحمل عذابه ، وهو ينشدكم الله أن تنقذوه . قالوا : هو الذي غلط وهو الذي يتحمل غلطته ! ! ونتائجها ! ونحن لا يسعنا أن نهدم هذا الصرح الشامخ . تعجب الحاج وبهت من جواب الورثة ، وصارت له هذه الحادثة المؤلمة درسا وعبرة ، أهكذا يكون جوابهم ، وهل من الوفاء أن يتركوا أباهم يعذب عدة مرات باليوم وهم يتنعمون بما خلفه لهم ! ! وبالتالي سيلحقهم العذاب مثله . فليعتبر المعتبرون ؟ ! ! " ومن سن سنة سيئة " إلى آخر الحديث .
57
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 57