علي الحر العاملي [1] رحمه الله فإنه صنف كتابا في ذلك وألف مقالا في تلك المسالك ، اعتنى فيه بذكر العلماء المتأخرين عن زمان الشيخ ومن قارب زمانه وأسمائهم وأحوالهم ومؤلفاتهم إلى زمانه ، وبذل جهده فيه وصرف عدة عمره فيه وأتعب نفسه له يظهر ذلك مما ذكره في مقدمات الكتاب من الكتب والأصول التي هي مآخذه فجمع كثيرا وذكر غفيرا وزبر أحوالا ونقل أقوالا وسطر مناقب وسفر مطالب فجاء بالعجيب وأتى بالغريب بحيث يهتز منه اللبيب ويلتذ به الأريب وكأنه حقيقة أمل الآمل وبهجة العامل الا أن فيه أمرين : الأول - أنه لم يفصل الكلام ولم يشبع المقام عند ذكر بعض أعاظم الأعلام في أحوالهم وكثرة فضلهم ودقة فهمهم وغزارة تحقيقهم وجزالة تدقيقهم ونحو ذلك . والثاني - اهماله بعض معاصريه المشهورين من الأفاضل وعدم ذكره إياهم في الكتاب . ولعل له - طاب ثراه - عذرا فيهما ، إذ يظهر منه رحمه الله في الكتاب أنه لم
[1] الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي من ذرية حر بن يزيد الرياحي ، محدث القرن الحادي عشر المتقدم في العلم والتأليف صاحب كتاب " وسائل الشيعة " الذي لم يستغن عنه الفقهاء منذ تأليفه ، وله أكثر من ستين كتابا ورسالة متقنة التأليف والترصيف ولد في قرية مشغرى ليلة الجمعة ثامن شهر رجب سنة 1033 وتوفي بمشهد الرضا يوم 21 من شهر رمضان المبارك سنة 1104 . أنظر أمل الآمل 1 / 141 سلافة العصر ص 367 ، خلاصة الأثر 3 / 332 ، روضات الجنات 7 / 96 جامع الرواة 2 / 90 .