والآيات الصريحة والروايات الصحيحة الدالة على علو مقامهم وسمو مكانهم وقربهم عند الله وعند الرسول وحظوتهم لدى الأئمة من أولاد زوج البتول أكثر من أن تحصى وأزيد من أن تنسى [1] يجدها المتتبع كثيرا من غير استقصاء ويلقيها الممارس غير قليل من دون استيفاء . ولقد وجد في طائفتنا الحقة وفرقتنا المحقة رضوان الله عليهم من لدن ظهور نور الاسلام وطلوعه وشروق ضوئه ولموعه إلى زماننا هذا - وهو العام الأول من العشر المتمم للمائة الثانية بعد الألف من الهجرة المباركة الزاكية - منهم جموع كثيرة وجموم غفيرة [2] ، كثيرا منهم جهابذة وأساطين وفي أهل العلم ملوك وسلاطين علماء راسخو البنيان ، وفضلاء نيرو البرهان [3] قد استتارت قلوب أهل الايمان بأنوارهم ، وانزاحت ظلمات الشبهات [4] والشكوك بأضوائهم ولهم حقوق جمة على الأمة طيب الله مثواهم وعطر مضجعهم ومأواهم . والملائم للمحصلين والمناسب للمحققين أن يؤلفوا مصنفات ويصنفوا مؤلفات يجمعونهم فيها غضهم وقضيضهم وغثهم وسمينهم [5] يذكرونهم فيها بمالهم من الصفات المحمودة ؟ ؟ والسمات الممدوحة والكرامات الفخيمة والمناقب العظيمة والأحوال العلية والأفعال السنية ، ويذكرون كناهم وألقابهم وأسماءهم
[1] في النسختين " يحصى " و " ينسى " . [2] الجموم جمع الجم : الكثير من كل شئ . [3] في النسختين " راسخ البنيان " و " نير البرهان " . [4] في ر " شبهة " . [5] في هامش : المراد تعميمهم في الذكر وعدم تخصيص الجهابذة والأساطين في الجمع والذكر " منه " .