" قال لنا " على ما سمع في المذاكرة في المجالس والمناظرة أشبهُ ؛ فتدبّر أيضاً . وأدنى العبارات قوله : " قال فلان " من دون إضافةِ " لي " أو " لنا " ؛ لأنّه بحسب مفهوم اللفظ أعمُّ من السماع أو الوصول إليه ولو بوسائطَ ، وإن كان الظاهر من اللفظ التحمّلَ على نحو السماع كما في " حدّثنا " . وثانيها : القراءة على الشيخ ، ويسمّى العَرْضَ ؛ لأنّ القارئ يعرضه على الشيخ ، سواء كانت القراءة من حفظ القارئ أو من كتاب ، وسواء قرأ ما يحفظه الشيخ أو كان الراوي يقرأ والأصل بيد الشيخ أو يد ثقة غيرِه ، واحتمال سهو الثقة نادر ولا يقدح ، كما لا يقدح ذلك الاحتمال عند قراءة الشيخ . وهذه الطريقة صحيحة اتّفاقاً وإن خالف فيه بعضُ مَن لا يعتدّ به . وإنّما الكلام في أنّ القراءة على الشيخ أقوى من السماع ، أو أدونُ منه ، أو مساوية له ؟ والأشهر الثاني . وعن علماء الحجاز والكوفة الأخيرُ ؛ لتحقّق القراءة على الحالتين مع سماع الآخر . وعن ابن عبّاس أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال : " قراءتك على العالم وقراءة العالم عليك سواء " . ( 1 ) وعن بعض الأوّلُ ، ولم نجد له وجهاً . والحقّ لعلّه الأوّل ( 2 ) ؛ فإنّ المدار في قوّة الحديث على الأعلميّة والأحفظيّة والأضبطيّة ، وممّا نجده في الخارج زيادة الملاحظة عند القراءة من الملاحظة والالتفات عند السماع ، ولمّا كان المناط على زيادة التفات الشيخ كان قراءة الشيخ أعلى . والرواية المذكورة محمولة على مساواتها في الجملة . والعبارة عن هذه الطريقة أن يقول الراوي عند الرواية : " قرأت على فلان " أو " قرءتم عليه وأنا أسمع وأقرّ الشيخ به " بمعنى عدم الاكتفاء بالقراءة عليه وعدم إنكاره ولا بإشارته بل تلفّظ بما يقتضي الإقرار بكونه مرويَّهُ . وهذان في هذه
1 . الرعاية في علم الدراية : 240 . 2 . أي أنّ القراءة على الشيخ أقوى من السماع .