ذكره أبو الحسين في ( الايضاح ) عند ذكر الدرجات ، فيمن له درجة العلم بالكتاب [1] وذكره العلامة ، وابن داود في القسم الأول من كتابيهما [2] وهو من الاثنى عشر الذين أنكروا على أبي بكر تقدمه وجلوسه في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [3]
[1] لم يوصلنا التحقيق إلى معرفة أبي الحسين - هذا - والا إلى كتابه ( الايضاح ) فليلاحظ . [2] راجع : رجال العلامة : الباب التاسع ص 22 ط النجف ، ورجال ابن داود ص 21 برقم 48 ط إيران . [3] وهم ستة من المهاجرين ، وستة من الأنصار ، اما المهاجرون فهم : أبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، وخالد بن سعيد بن العاص ، والمقداد الأسود ، وبريدة الأسلمي ، وعمار بن ياسر ، واما الأنصار فهم : خزيمة ابن ثابت ، وسهل بن حنيف ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وقيس بن سعد ابن عبادة الخزرجي ، وأبي بن كعب ، وأبو أيوب الأنصاري . قال البرقي في ( رجاله : ص 63 - بعنوان : أسماء المنكرين على أبي بكر ) : " . . . وكان أول من تكلم يوم الجمعة - : خالد بن سعيد ابن العاص ، فقال : يا أبا بكر ، أذكرك قول رسول الله ( ص ) يوم قريظة : " يا معشر قريش ، احفظوا وصيتي : إن عليا إمامكم بعدي ، بذلك انبأني جبرئيل عن ربي - عز ذكره - الا إنكم إن لم تؤتوه أموركم اختلفتم ، وتولى عليكم أشراركم . الا ان اهل بيتي هم الوارثون لي والقائمون من أمتي . اللهم من أطاعهم فثبته ، ومن نصرهم فانصره ، ومن خالف امري - وأقام إماما لم أقمه ، وترك اماما أقمته ونصبته - فأحرمه جنتك والعنه على لسان أنبيائك " أتعرف هذا القول ، يا أبا بكر ؟ قال : لا . ثم قال له عمر : اسكت . فلست من اهل المشورة ، فقال : بل اسكت أنت يا بن الخطاب ، فإنك تنطق بغير لسانك ، وتفوه بغير فيك ، وانك لجبان في الحرب ، ما وجدنا لك في قريش فخرا . ثم قام أبو ذر فقال : يا معشر قريش ، قد علم خياركم ان رسول الله ( ص ) قال : " هذا الامر لعلي بعدي ولولده من بعده " فلم تتركون قوله ، وتخالفون امره ؟ أنسيتم أم تناسيتم ، أو ضللتم واتبعتم الدنيا الفانية رغبة عن نعمة الآخرة ، حذو من كان قبلكم ، حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، فعما قليل ترون غب رأيكم ، وترون وبال امركم ، وما الله يريد ظلما للعباد ثم قام سلمان . فقال : يا أبا بكر ، إلى من تسند امرك إذا الموت نزل بك ، والى من تفزع إذا سئلت عن احكام الأمة عما لا تعلم ؟ أتكون اماما لمن هو أعلم منك . قدم من قدمه الله ، وقدمه رسول الله في حياته وأوعز إليه فيك وقت وفاته ، أنسيت قوله وما تقدم من وصيته ؟ انه لا ينفعك الا عملك ، ولا تحصل الا ما تقدم ، فان رجعت نجوت ، فقد سمعت ما سمعنا ، وأنكرت وأقررنا ، فترد ونرد ، وما الله بظلام للعبيد . ثم قام المقداد ، فقال : يا أبا بكر ، ارجع على غمك ، ويسر يسرك بعسرك ، والزم بيتك ، واردد الأمر إلى حيث جعله الله ورسوله ، وسلم الحق إلى صاحبه ، فان ذلك أسلم في آجلك وعاجلك ، فقد نصحت وبذلت ما عندي ، والسلام . ثم قام بريدة الأسلمي ، فقال : يا أبا بكر ، أنسيت أم تناسيت أم خادعت نفسك ؟ فان الله خادعك . الم تعلم ان رسول الله ( ص ) امرنا فسلمنا عليه ب ( امرة المؤمنين ) والرسول فينا ؟ فالله ، الله في نفسك أدركها قبل أن لا تدركها ، وأبعدها من هلكها ، ورد هذا الامر إلى من هو أحق به منك ، ولا تتماد في غيك ، فتهلك بطغيانك ، وما الله بغافل عما قصدت . الا إننا ننصح لك ، ولن نهدي من نحب ، ولكن الله يهدي من يشاء . ثم قام عمار بن ياسر ، فقال : يا أبا بكر ، لا تجعل لنفسك حق غيرك ، فقد أول من عصى رسول الله ، [ كذا في النسخ وكأن فيه سقطا ] وأنت تجازى بعملك ، فانصح لنفسك أودع ، فكل نفس بما كسبت رهينة . ثم قام قيس بن سعد بن عبادة ، فقال : يا معشر قريش ، قد علم خياركم : ان اهل بيت رسول الله ( ص ) أحق بمكانه في سبق سابقة وحسن عناء وقد جعل الله هذا الامر لعلي بمحضر منك وسماع أذنيك ، فلا ترجعوا ضلالا فتنقلبوا خاسرين . ثم قام خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، فقال : الست تعلم يا أبا بكر : ان رسول الله ( ص ) قبل شهادتي - وحدي - ؟ قال : بلى ، قال : فانى اشهد بما سمعته منه ، وهو قوله : " إمامكم بعدي علي لأنه الأنصح لامتي والعالم فيهم " . ثم قام أبو الهيثم بن التيهان ، فقال : انا اشهد ان رسول الله ( ص ) أقام عليا ، فقال : " إن اهل بيتي يتقدمونكم ، ولا تتقدموا عليهم " وفى قوله كفاية . ثم قام سهل بن حنيف ، فقال : اشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : " اهل بيتي فرق بين الحق والباطل ، وهم الأئمة يقتدي بهم أمتي " . وتكلم أبي ، فقال : اشهد اني سمعت رسول الله ( ص ) يقول : " علي بن أبي طالب إمامكم بعدي وهو الناصح لأمتي " . ثم قام أبو أيوب الأنصاري ، فقال : اتقوا الله ، وردوا الامر إلى اهل بيت نبيكم ، فقد سمعتم ما سمعنا ان القائم مقام نبينا بعده علي بن أبي طالب ( ع ) وانه لا يبلغ عنه إلا هو ، ولا ينصح لأمته غيره . قال : فنزل أبو بكر من المنبر . فلما كان يوم الجمعة المقبلة ، سل عمر سيفه ، ثم قال : لا اسمع رجلا يقول مثل مقالته - تلك - إلا ضربت عنقه . ثم مضى هو وسالم ومعاذ بن جبل وأبو عبيدة ، شاهرين سيوفهم حتى اخرجوا ابا بكر ، وأصعدوه المنبر " . وانظر أيضا : احتجاج أبي بن كعب في الدرجات الرفيعة للسيد علي خان المدني الشيرازي المتوفى سنة 1120 ه ، ( ص ) 324 ) طبع النجف الأشرف نقله عن الطبرسي في كتاب الاحتجاج ، مرفوعا عن ابان بن تغلب عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، وانظره أيضا في الإحتجاج للطبرسي ( ص 41 ) طبع إيران سنة 1302 ه .