responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد الحائرية نویسنده : محمد باقر الوحيد البهبهاني    جلد : 1  صفحه : 379


فكيف إذا كان تمام الفعل منه بلا مشاركة ؟ ولا يمكن لغيره من المشاركة أصلا ، بل هو الفاعل القاهر الغالب الذي لا قوة سوى قوته ، ولا أثر سوى أثره ، بل كل ما كان الحكمة أزيد وأكثر كان القبح أشد وأوفر ، وليس هذا من قبيل عدم منع المخلوقين عن المعاصي ، لأنه لغرض التكليف والابتلاء ، بأن يظهر درجة كل ، ويبلغ كل مرتبته من السعادة والشقاوة ، وما استحقه بهما ، والقرب منه تعالى و البعد منه ، وأمثال ذلك ، ولا يتم ذلك إلا به ، وفي مثل هذا لا قبح قطعا ، بل يثبت - من الآيات والاخبار والاجماع والاعتبار - أنه تعالى لا يظلم أحدا أصلا ورأسا ، وما ذكر أشد أنواع الظلم لغة وعرفا وعقلا ، بل المرجع في الألفاظ ليس إلا العرف واللغة ، ولا خفاء في كونه أعلى درجات الظلم عندهم . ولو فرض تحققه بالنسبة إلى المخلوقين أيضا ، ولو فرض عدم القطع ، فلا نقطع بالقبح والظلم قطعا .
وأيضا لو لم يمكن تحقق فعل من العبد فلا معنى لبعث الرسل ، وإتمام الحجة ، وبسط التكاليف ، والوعد والوعيد ، والمبالغة فيهما وفي التبليغ ، والاهتمام التام في الارشاد ، والهداية ، والموعظة ، والنصيحة ، والجد والجهد في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، و الحسبة ، والحدود . وقول الله تعالى :
ولكم في القصاص حياة وأمثال ذلك مما لا يحصى كثرة ، وكذا البناء على التقصير وعدمه ، والتفرقة بين المقدور وعدمه ، والفرق بين العمد والنسيان والخطأ ، والغفلة والغرور ، والعلم والجهل ، والاختيار والاضطرار ، وغير ذلك ، وكذا بين المباشر والسبب في الغصب والاتلاف والجنايات ،

379

نام کتاب : الفوائد الحائرية نویسنده : محمد باقر الوحيد البهبهاني    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست