responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد الحائرية نویسنده : محمد باقر الوحيد البهبهاني    جلد : 1  صفحه : 369


مثل واحد أجنبي يقول لنا : أوجبت عليكم كذا ، وحرمت عليكم كذا ، فإنا نسمع كلامه ، ونفهم مرامه ، لكن لا نرى وجوب مراعاته ، وامتثال أوامره ، وانتهاء مناهيه . ولذا لا يمكنه أن يثبت علينا شيئا ، اللهم إلا أن يكون ممن يحتمل الضرر في عدم مراعاة قوله ، وامتثال أوامره و الانتهاء عن نواهيه .
فما أجابوا - بأن وجوب النظر في معجزة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وامتثال أوامره ثابت عندنا بالشرع - بديهي الفساد ، لان الكلام ما كان إلا في الواجبات الشرعية لأنها ليست إلا أن يقول الشارع :
انظر ، ووجب عليك النظر مثلا إلى غير ذلك ، لان المكلف لا يسمع إلا لفظا ، ولا يفهم إلا معنى ذلك اللفظ ، ولا يزيد على ذلك شيئا فلو كان مجرد هذا مستلزما لثبوت التكليف وإتمام الحجة لزم بالنسبة إلى كل من يقول هذا الكلام ، بل بالنسبة إلى مثل من أشرنا إليه من المجانين ، والأطفال أيضا .
وما أجابوا أيضا : - بأن ذلك مشترك الالزام لان وجوب النظر في معجزته ، وامتثال أوامره نظري العقل فما لم يثبت عنده لم ينظر ، و لم يمتثل - فاسد ، فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يمكنه إثباتهما بالدليل .
مع أنه إذا قال للمكلف : إن الذي خلقك ، وخلق العالم بعثني إليك ، و خلقك لغرض ، فاسمع مني ، وانظر إلى معجزتي ، واسمع مني الغرض ، فلا شك في أن العقل حينئذ يحكم بوجوب النظر ، وبعد ثبوت الرسالة بوجوب امتثاله .
وأيضا لو لم يكن للعقل حكم بهما ينسد باب إثبات النبوة والأحكام الشرعية ، لتجويز الكذب على الله تعالى عقلا ، إذ لا يجد العقل مانعا عن كذبه ، ودليلا على استحالته سوى ما ذكر ، ولم يشر أحد من العقلا والمتكلمين إلى ما يتوهم كونه دليلا بعنوان الاحتمال ، فضلا عن العلم واليقين ،

369

نام کتاب : الفوائد الحائرية نویسنده : محمد باقر الوحيد البهبهاني    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست