سليمان بن خالد بقوله : " أثقةٌ هو ؟ " فقال : " كما يكون الثقة " ( 1 ) . والظاهر عدم اتّفاق تلك الكلمة ولا ما بمنزلتها نحو " كالثقة " في ترجمة أُخرى . نعم ، قال في آخر الخلاصة عند شرح حال طرق الشيخ في حقّ حميد بن زياد : " وكأنّه ثقة لا ثقة " ( 2 ) . وبالجملة ، فهل تلك الكلمة بمنزلة " ثقة " فمفادها الوثاقة - نظير أنّه سأل حمدويه - على ما نقله الكشّي - عن حال هشام المشرقي بقوله : " ثقة هو ؟ " فقال : " ثقة " ( 3 ) - أو لا ؟ وعلى الثاني المفاد المدح أو الذمّ ؟ مقتضى توثيق سليمان بن خالد من العلاّمة في الخلاصة ( 4 ) هو القول بالدلالة على الوثاقة ؛ قضيّة أنّ الظاهر كون منشأ التوثيق هو الكلمة المذكورة ، كما يقتضيه الكلام الآتي من الشهيد الثاني أيضاً . ويقتضي القولَ بذلك صريحُ الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة حيث قال : سليمان بن خالد لم يوثّقه النجاشي ولا الشيخ الطوسي ، ولكن روى الكشّي عن حَمْدويه أنّه سأل أيّوب بن نوح " أثقة هو ؟ " فقال : " كما يكون الثقة " فالأصل في توثيقه أيّوب بن نوح ، وناهيك به ( 5 ) . وهو مقتضى تصحيحه رواية سليمان بن خالد في المسالك في مسألة وجوب توجيه المحتضر نحو القبلة ( 6 ) .
1 . رجال الكشّي 2 : 645 / 664 . 2 . خلاصة الأقوال : 276 ، وفيه : " وكان ثقة إلاّ أنّه واقفي " . 3 . رجال الكشّي 2 : 498 ، ذيل الرقم : 956 . 4 . خلاصة الأقوال : 77 / 2 . 5 . تعليقة الشهيد الثاني على خلاصة الأقوال : 38 ، وانظر رجال الكشّي 1 : 664 ، ح 664 . 6 . مسالك الأفهام 1 : 78 ، والرواية في الكافي 3 : 127 ، ح 3 ، باب توجيه الميّت إلى القبلة ؛ والتهذيب 1 : 286 ، ح 835 ، باب تلقين المحتضرين وتوجيههم عند الوفاة ؛ ووسائل الشيعة 2 : 661 ، أبواب الاحتضار ، ب 35 ، ح 2 .