نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 180
مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي ، فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتني العرواء يقول : الرعدة - حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ونزلت أقول ما هذا الخبر ؟ ما هو ؟ فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة . وقال : مالك وهذا ، أقبل على عملك . فقلت : لأي شئ إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه . قال : فلما أمسيت وكان عندي شئ من طعام فحملته وذهبت إلى رسول الله وهو بقباء ، فقلت : إنه بلغني أنك رجل صالح وأن معك أصحابا لك غرباء ، وقد كان عندي شئ للصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد ، فها هو فكل منه . فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال لأصحابه : كلوا . ولم يأكل . فقلت في نفسي : هذه خلة مما وصف لي صاحبي ، ثم رجعت وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به . فقلت : إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذا هدية وكرامة ليست بالصدقة ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل أصحابه . فقلت : هاتان خلتان . ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتبع جنازة وعلى شملتان لي وهو في أصحابه ، فاستدرت به لأنظر إلى الخاتم في ظهره ، فلما رآني رسول الله استدبرته عرف اني استثبت شيئا قد وصف لي ، فرفع رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي صاحبي ، فأكببت عليه أقبله وأبكي . فقال : ( ( تحول يا سلمان هكذا ) ) فتحولت فجلست بين يديه وأحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه ، فحدثته يا بن عباس كما حدثتك . فلما فرغت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ( كاتب يا سلمان ) ) ، فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها وأربعين أوقية ، فأعانني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل ثلاثين ودية ، وعشرين ودية ، وعشرا ، كل رجل منهم على قدر ما عنده . فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ( فقر لها فإذا فرغت فآذني ، حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي ) ) . ففقرتها وأعانني أصحابي . يقول : حفرت لها حيث توضع - حتى فرغنا منها ، فخرج معي حتى جاءها فكنا نحمل إليه الودي فيضعه بيده ويسوي عليها ، فوالذي بعثه بالحق ما ماتت منها ودية واحدة ، وبقيت علي الدراهم . فأتاه رجل من بعض المعادن . بمثل البيضة من الذهب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ( أين الفارسي المسلم المكاتب ؟ ) ) فدعيت له . فقال : ( ( خذ هذه يا سلمان فأد بها ما عليك ) ) . فقلت : يا رسول الله ، وأين تقع هذه مما علي ؟ قال : ( ( فإن الله سيؤدي بها عنك ) ) . فوالذي نفس سلمان بيده لوزنت لهم منها أربعين أوقية فأديتها إليهم . وعتق سلمان .
180
نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 180