نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 179
مثل أمر صاحبه حتى حضرته الوفاة . فقلت له : إن فلانا أوصاني إليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى ، فإلى من توصي بي ؟ فقال : والله ما أعلمه أي بني إلا رجلا بنصيبين وهو على مثل ما نحن عليه فالحلق به . فلما دفناه لحقت بالآخر . فقلت له يا فلان إن فلان أوصى بي إلى فلان ، وفلان أوصى بي إليك . قال : فأقم أي بني . قال : فأقمت عندهم على مثل حالهم حتى حضرته الوفاة . فقلت له : يا فلان إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى ، وقد كان فلان أوصى بي إلى فلان ، وأوصى بي فلان إليك . فإلى من ؟ قال : أي بني والله ما اعلم أحدا على مثل ما كنا عليه ، إلا رجلا بعمورية من أرض الروم فأته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه . فلما واريته خرجت حتى قدمت على صاحب عمورية فوجدته على مثل حالهم فأقمت عنده واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقرات ، ثم حضرته الوفاة فقلت : يا فلان إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان وفلان إلى فلان وفلان إليك ، وقد حضرك ما ترى من أمر الله عز وجل فإلى من توصيني . قال : أي بني والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك ان تأتيه ، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم ، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل ، وإن فيه علامات لا تخفى ، بين كتفيه خاتم النبوة ، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة . فان استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل ، فإنه قد أظلك زمانه . فلما واريناه أقمت حتى مر رجال من تجار العرب من كلب . فقلت لهم : تحملوني معكم حتى تقدموا بي إلى أرض العرب ، وأعطيكم غنيمتي هذه وبقراتي . قالوا : نعم فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا جاؤوا بي وادي القرى ، ظلموني فباعوني عبدا من رجل من يهود بوادي القرى . فوالله لقد رأيت النخل وطمعت أن تكون البلد الذي نعت لي صاحبي ، وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة من يهود وادي القرى ، فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده ، فخرج بي حتى قدم بي المدينة ؟ فوالله ما هو إلا أن رايتها فعرفت نعته . فأقمت في رقي مع صاحبي وبعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بمكة لا يذكر لي شئ من أمره مع ما انا فيه من الرق . حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء وأنا أعمل في نخلة له ، فوالله إني لفيها إذ جاء ابن عم له . فقال : يا فلان قاتل الله بني قيلة ، والله إنهم الآن لفي قباء
179
نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 179