نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 120
فعلت ما لا يطالب رسولكم بمثله ، لأن التكفير من رسم شريعتنا . ووقفا ساعة ، وكانا شابا وشيخا " ، فالشاب الرسول المتقدم ، والشيخ الترجمان ، وقد كان ملك الروم عقد الامر في الرسالة للشيخ متى حدث بالشاب حدث الموت . وناوله المقتدر بالله من يده جواب ملك الروم ، و كان ضخما " كبيرا " فتناوله و قبله إعظاما " ، له و أخرجا من باب الخاصة إلى دجلة ، وأقعدا وسائر أصحابهما في شذا " من الشذوات الخاصة وصاعدا " إلى حيث أنزلا فيه من الدار المعروفة بصاعد ، وحمل إليهما خمسون بدرة ورقا في كل بدرة خمسة آلاف درهم ، وخلع على أبي عمر عدي الخلع السلطانية ، وحمل على فرس وركب على الظهر ، وكان ذلك في سنة خمس وثلاثمائة . * * * ذكر دار المملكة التي بأعلا المخرم حدثني هلال بن المحسن قال : كانت دار المملكة التي بأعلى المخرم ، محاذية الفرضة قديما " لسبكتكين غلام مز الدولة فنفض عضد الدولة أكثرها ، ولم يستبق إلا البيت الستيني الذي هو في وسط أروقة من ورائها أروقة في أطرافها قباب معقودة ، وتنفتح أبوابه الغربية إلى دجلة وأبوابه الشرقية إلى صحن من خلفه بستان ونخل وشجر . وكان عضد الدولة جعل الدار التي هذا البيت فيها دار العامة ، والبيت برسم جلوس الوزراء وما يتصل به من الأروقة والقباب مواضع للدواوين ، والصحن منا " ما لديلم النوبة في ليالي الصيف . قال هلال : وهذه الدار وما تحتوي عليه من البيت المذكور والأروقة خراب . ولقد شاهدت مجلس الوزراء في ذلك ومحفل من يقصدهم ويحضرهم ، وقد جعله جلال الدولة إصطبلا أقام فيه دوابه وسواسه ، وأما ما بناه عضد الدولة وولده بعده في هذه الدار فهو متماسك على تشعثه . قال الشيخ أبو بكر : ولما ورد طغرلبك الغزي بغداد واستولى عليها عمر هذه الدار وجدد كثيرا " - مما كان وهي منها - في سنة ثماني وأربعين وأربعمائة . فمكثت كذلك إلى سنة خمسين وأربعمائة ، ثم أحرقت وسلب أكثر آلاتها ، ثم عمرت بعد وأعيد ما كان أخذ منها . حدثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال سمعت أبي يقول : ماشيت الملك عضد الدولة في دار المملكة بالمخرم التي كانت دار سبكتكين حاجب معز الدولة من قبل ، وهو يتأمل ما عمل وهدم منها . وقد كان أراد أن يترك في الميدان
120
نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 120