responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 1  صفحه : 119


وللشجرة ثمانية عشر غصنا " لكل غصن منها شاحنات كثيرة عليها الطيور والعصافير من كل نوع مذهبة ومفضضة ، وأكثر قضبان الشجرة فضة ، وبعضها مذهب وهي تتمايل في أوقات ولها ورق مختلف الألوان يتحرك كما تحرك الريح ورق الشجر ، وكل من هذه الطيور بصفر ويهدر ، وفي جانب الدار يمنة البركة تماثيل خمسة عشر فارسا " على خمسة عشر فرسا " قد ألبسوا الديباج وغيره ، وفي أيديهم مطارد على رماح يدورون على خط واحد في النارود خببا " [ وتقريبا فيظن أن كل واحد منهم إلى صاحبه قاصد ] . وفي الجانب الأيسر مثل ذلك . ثم أدخلوا إلى القصر المعروف بالفردوس ، فكان فيه من الفرش والآلات ما لا يحصى ولا يحصر كثرة ، وفي دهاليز الفردوس عشرة آلاف جوشن مذهبة معلقة . ثم أخرجوا منه إلى ممر طوله ثلاثمائة ذراع ، قد علق من جانبية نحو من عشرة آلاف درقة وخوذة وبيضة ودرع وزردية وجعبة محلاة وقسي ، وقد أقيم نحو الفي خادم بيضا " وسودا " صفين يمنة ويسره . ثم أخرجوا - بعد أن طيف بهم ثلاثة وعشرين قصرا " - إلى الصحن التسعيني وفيه الغلمان الحجرية ، بالسلاح الكامل ، والبزة الحسنة ، والهيئة الرائعة ، وفي أيديهم الشروخ والطبرزينات والأعمدة ، ثم مروا بمصاف من علية السواد من خلفاء الحجاب الجند والرجالة وأصاغر القواد ، ودخلوا دار السلام . وكانت عدة كثير من الخدم والصقالبة في سائر القصور ، يسقون الناس الماء المبرد بالثلج والأشربة والفقاع ، ومنهم من كان يطوف مع الرسل ، فلطول المشي بهم جلسوا واستراحوا في سبعة مواضع واستسقوا الماء فسقوا ، وكان أبو عمر عدي بن أحمد بن عبد الباقي الطرسوسي : صاحب السلطان ، ورئيس الثغور الشامية معهم في كل ذلك . وعليه قباء أسود وسيف ومنطقة ، ووصلوا إلى حضرة المقتدر بالله وهو جالس في التاج مما يلي دجلة ، بعد أن لبس بالثياب الديبقية المطرزة بالذهب على سرير أبنوس قد فرش بالديبقي المطرز بالذهب ، وعلى رأسه الطويلة ، ومن يمنة السرير تسعة عقود مثل السبح معلقة ، ومن يسرته تسعة أخرى من أفخر الجواهر وأعظمها قيمة غالبة الضوء على ضوء النهار ، وبين يديه خمسة من ولده ثلاثة يمنة واثنان ميسرة ، ومثل الرسول وترجمانه بين يدي المقتدر بالله ، فكفر له . وقال الرسول : لمؤنس الخادم ونصر القشوري - وكانا يترجمان عن المقتدر - : لولا أني لا آمن أن يطالب صاحبكم بتقبيل البساط لقبلته ، ولكنني

119

نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست