نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 121
السبكتكيني أذرعا ليجعله بستانا " ، ويرد بدل التراب رملا ويطرح التراب تحت الروشن على دجلة . وقد ابتاع دورا " كثيرة كبارا وصغارا " ونقضها ورمى حيطانها بالفيلة تخفيفا " للمؤنة ، وأضاف عرصاتها إلى الميدان ، وكانت مثل الميدان دفعتين ، وبنى على الجميع مسناة " ، فقال لي في هذا اليوم - وقد شاهد ما شاهد مما عمل وقدر ما قدر لما يعمل : تدرى أيها القاضي كم أنفق على قلع ما قلع من التراب إلى هذه الغاية وبناء هذه المسناة السخيفة مع ثمن ما ابتيع من الدور واستضيف ؟ قلت : أظنه شيئا " كثيرا " . فقال : هو إلى وقتنا هذا تسعمائة ألف درهم صحاحا " ، ونحتاج إلى مثلها دفعة أو دفعتين حتى يتكامل قلع التراب ويحصل موضعه الرمل موازيا " لوجه البستان ، فلما فرغ من ذلك وصار البستان أرضا " بيضاء لا شئ فيها من غرس ولا نبات . قال : قد أنفق على هذا حتى صار كذا أكثر من ألفي ألف درهم صحاحا " ، ثم فكر في أن يجعل شرب البستان من دواليب ينصبها على دجلة ، وعلم أن الدواليب لا تكفي ، فأخرج المهندسين إلى الأنهار التي في ظاهر الجانب الشرقي من مدينة السلام ليستخرجوا منها نهرا " يسيح ماؤه إلى داره ، فلم يجدوا ما أرادوه إلا في نهر الخالص فعلى الأرض بين البلد وبينه تعلية أمكن معها أن يجري الماء على قدر من غير أن يحدث به ضرر . وعمل تلين عظيمين يساويان سطح ماء الخالص ، ويرتفعان عن أرض الصحراء أذرعا " ، وشق في وسطهما نهرا " جعل له خورين من جانبيه ، وداس الجميع بالفيلة دوسا " كثيرا حتى قوى واشتد وصلب وتلبد ، فلما بلغ إلى منازل البلد وأراد سوق النهر إلى داره ، عمد إلى درب السلسلة فدك أرضه دكا قويا " ، ورفع أبواب الدور وأوثقها وبنى جوانب النهر طول البلد بالآجر والكلس والنورة ، حتى وصل الماء إلى الدار وسقى البستان . قال أبي : وبلغت النفقة على عمل البستان وسوق الماء إليه على ما سمعته من حواشي عضد الدولة خمسة آلاف ألف درهم ، ولعله قد أنفق على أبنية الدار على ما أظن مثل ذلك ، وكان عضد الدولة عازما " على أن يهدم الدور التي بين داره وبين الزاهر . ويصل الدار بالزاهر فمات قبل ذلك . * * *
121
نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 121