نام کتاب : النكت على كتاب ابن الصلاح نویسنده : ابن حجر جلد : 1 صفحه : 360
قوله ص وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروي قلت هذا الثاني هو الغالب وأما الأول فنادر قال ابن دقيق العيد : وكثيرا ما يحكمون بذلك باعتبار يرجع إلى المروي وألفاظ الحديث وحاصله يرجع إلى أنه حصلت لهم بكثرة محاولة ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم هيئة نفسانية وملكة يعرفون بها ما يجوز أن يكون من ألفاظه وما لا يجوز كما سئل بعضهم كيف يعرف أن الشيخ كذاب قال إذا روى لا تأكلوا القرعة حتى تذبحوها علمت أنه كذاب ثم مثل لقرينة حال الراوي بقصة غياث بن إبراهيم مع المهدي وهذا أولى من التسوية بينهما فإن معرفة الوضع من قرينة حال المروي أكبر من قرينة حال الراوي ومن جملة القرائن الدالة على الوضع الإفراط بالوعيد الشديد على الأمر اليسير أو بالوعد العظيم على الفعل اليسير وهذا كثير موجود في حديث القصاص والطرقية والله أعلم قوله ص وقد وضعت أحاديث يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها انتهى اعترض عليه بأن ركاكة اللفظ لا تدل على الوضع حيث جوزت الرواية بالمعنى نعم إن صرح الراوي بأن هذا صيغة لفظ الحديث وكانت تخل بالفصاحة أو لا وجه لها في الإعراب دل على ذلك والذي يظهر أن المؤلف لم يقصد أن ركاكة اللفظ وحده تدل ركاكة المعنى بل ظاهر كلامه أن الذي يدل هو مجموع الأمرين ركاكة اللفظ والمعنى معا لكن يرد عليه أنه ربما كان اللفظ فصيحا والمعنى ركيكا إلا أن ذلك يندر وجوده ولا يدل بمجرده على الوضع بخلاف اجتماعهما تبعا للقاضي أبي بكر الباقلاني وقد روى الخطيب وغيره من طريق الربيع بن خثيم التابعي الجليل قال إن للحديث ضوءا كضوء النهار يعرف وظلمة كظلمة الليل تنكر تنبيه أخل المصنف بذكر أشياء ذكرها غيره مما يدل على الوضع من غير إقرار الواضع
360
نام کتاب : النكت على كتاب ابن الصلاح نویسنده : ابن حجر جلد : 1 صفحه : 360