نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 8
فهذا أبو عصمة نوح بن أبي مريم يتعقب سور القرآن واحدة واحدة ، فيلصق بكل سورة فضيلة ، ويرتب لها فائدة ، ويضع فيها حديثا ينسبه إلى الرسول زورا بعد أن يصنع له سندا ينتهى في غالب ما وضع إلى ابن عباس ، ثم إلى النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق عكرمة بن أبي جهل . كما كان أحيانا يرفع إلى أبي بن كعب أو سواه . والعجب منه ومن أمثاله . لا يرى أنه وقع في إثم بما فعل ! اسمع إليه يدفع عن نفسه اللوم حين عوتب فيقول : لما رأيت اشتغال الناس الناس بفقه أبي حنيفة ، ومغازي محمد بن إسحاق ، وأنهم أعرضوا عن القرآن ، وضعت هذه الأحاديث حسبة لله تعالى . كذلك وهب بن منبه . أسلم يعد يهودية ، وكان يضع الحديث في فضائل الاعمال . وفعل مثل فعله عبد الملك بن عبد العزيز الذي أسلم بعد نصرانية . . ونشط وضاعون آخرون . يضعون وينسبون ما وضعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم زورا . في فضائل من أحبوا ، ومثالب من أبغضوا ، ثم زيفوا لها الأسانيد أيضا ، كيلا يتطرق إليها الشك ، أو ينكشف الزيف . وأسرف في ذلك جماعات ، كأمثال النقاش والقطيعي والثعلبي والأهوازي وأبى نعيم والخطيب . وسواهم فيما وضعوا من مناقب وفضائل أبى بكر الصديق وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم . وعلى الضد من هؤلاء قامت جماعات أخر تكيل الكيل كيلين ، فوضعت في مناقب علي رضي الله عنه من الأحاديث المستغربة ما لا يدخل تحت حصر ، من أمثال : أحمد بن نصر الذراع ، وحبة بن جوين ، وبشر بن إبراهيم ، وعباد بن يعقوب ، وعبد الله بن داهر . وما كان أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا على في حاجة إلى مديح أو إشادة من أمثال هؤلاء . علم الله .
8
نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 8