نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 7
من الأحاديث وإشاعتها بين المسلمين بالصورة الوبائية المعلومة لدى أهل الحديث على النحو التالي : أولا : انحراف المزاج الفكري والعاطفي للشعوب الأعجمية التي دخلت الاسلام في أعقاب الفتوح أو التي عاشت تحت حكمه على دينها ، والافراد الذين تظاهروا بالاسلام تقية كبعض اليهود والمجوس . ثانيا : مات الرسول الكريم ، وكان عدد من بقي بعد موته من أصحابه الذين رأوه وسمعوا منه زهاء مائة ألف أو يزيدون سمع منهم من التابعين وتابعي التابعين من لا يحصى كثرة . من مختلف الأجناس وفى مختلف البقاع . في غمرة هذه الكثرة ، وافتقاد ضابط الصحة للرواية ، في الزمان والمكان . غافل الكذابون الناس ووضعوا ما شاءوا . وتعذر ، بل استحال حصر ما وضعوه [1] . ثالثا : انتهز الكذابون فرصة كثرة ما رواه أمثال أبي هريرة من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم - وهي كثيرة جدا - فوضعوا من الأحاديث المكذوبة شيئا كثيرا نسبوه للنبي عليه الصلاة والسلام زورا عن طريق أبي هريرة ، ليتوه كثيرهم المكذوب في كثيره الصحيح ، وليشق تمييز صحيحه من سقيمهم . وقد كان . وعاش إلى جوار الوضاعين الشانئين ، وضاعون آخرون من طراز مختلف ، شأنهم أعجب ، وسلوكهم أغرب . وضاعون صالحون غيورون على الاسلام . يضعون الحديث ، ويزورون على الرسول ما لم يقل . تقربا لله سبحانه وتزلفا إليه . وما كأنهم أثموا . ولا جاءوا ظلما من القول وزورا .
[1] أدرك ابن عباس أوائل ذلك الزمن فقال متحسرا : كنا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث .
7
نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 7