responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة نویسنده : الذهبي    جلد : 1  صفحه : 40


من غير طريقه ، أما هو فمجهول ، ولا يضره أن يكون حديثه غير مشهور إذا كان هو مشهورا بين علماء الحديث .
نقل المزي في " تهذيبه " 7 : 7 في ترجمة حفص بن حسان أن النسائي قال فيه : مشهور ، فتعقبه مغلطاي بأن النسائي إنما قال : مشهور الحديث ، وأخذ كلامه الحافظ فقال في " تهذيب التهذيب " 2 : 399 : " قلت : لفظ النسائي : " مشهور الحديث " ، وهي عبارة لا تشعر بشهرة حال هذا الرجل ، لا سيما ولم يرو عنه إلا جعفر بن سليمان ، ففيه جهالة " .
فأفادنا هذا القول التفرقة بين هاتين الكلمتين ، وأن " مشهور " فقط تدل على رفع جهالة عين الرجل . والله أعلم .
19 - وورد في التعليق على ترجمة القاضي القاسم بن معن المسعودي قول الإمام أحمد فيه : " مستور ثقة " . وهو كثير الورود في " تاريخ بغداد " سواء من الخطيب نفسه أو مما ينقله عن غيره ( 1 ) .
وظاهر هذا التعبير مشكل ، إذ كيف يكون ثقة وهو مستور ، والمستور في الاصطلاح : من عرفت عدالته ا الظاهرة ، وجهلت عدالته الباطنة ، والثقة : من عرفت عدالته الظاهرة والباطنة وكان ضابطا .
وكنت سألت عن هذا الإشكال عام 1392 شيخنا محدث المغرب الشيخ عبد الله الصديق الغماري حفظه الله تعالى ، فأجابني بجواب نقلته فيما علقته على نسبة ( الشيرجي ) من " الأنساب " للسمعاني رحمه الله تعالى 7 : 456 ، وهذا نصه : " أما قول الخطيب " مستور ثقة " : فيقصد بقوله : " مستور " مجهول العدالة في الباطن مع كونه عدلا في الظاهر ، وهو أحد أنواع المجهول الثلاثة ، وقد قطع الإمام سليم الرازي بالاحتجاج بروايته ، قال ابن الصلاح : ويشبه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير من كتب الحديث المشهورة ، وصحح النووي الاحتجاج به أيضا ، ومثل هذا لا يقال عنه ( ثقة ) إلا مع لفظ ( مستور ) ، كما يفعل الخطيب ، لإفادة أن عدالته ظاهرية ، وليترك للناظر في روايته حرية الأخذ بها أو عدمه ، حسبما يقتضيه اجتهاده وبحثه ، وعند التعارض تقدم عليها رواية من يقال فيه : ثقة أو صدوق " .
ثم رأيت ابن أبي يعلى حكى في " طبقات الحنابلة " 1 : 127 في ترجمة الإمام أبي القاسم الجنيد رضي الله عنه قصة تدل دلالة واضحة على أن ( مستور ) كلمة تستعمل في ذاك الوقت وبعده للدلالة على وصف الرجل بالعفة والفضل والكرامة ، وما شابه هذه المعاني ، - وهي في " القاموس " بمعني : العفة - وقد كان القاسم بن معن المسعودي المذكور أول هذه الفقرة موصوفا بهذه المعاني ، كما يظهر من ترجمته في التهذيبين ، ومن " أخبار القضاة " 3 : 175 . وهذه حكاية ابن أبي يعلى :
1 " - قال : قال الجنيد : " رجاء رجل إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل ومعه غلام حسن الوجه ، فقال له : من هذا ؟ قال : ابني ، فقال أحمد : لا تجئ به معك مرة أخرى ، فلما قام قيل : أيد الله الشيخ ، رجل مستور ، وابنه أفضل منه ! فقال أحمد : الذي قصدنا إليه من هذا ليس يمنع من سترهما ، على هذا رأينا أشياخنا ، وبه خبرونا عن أسلافهم " .
ثم وقفت على نصوص كثيرة تدل على المعنى الذي قدمته ، وعدد منها جاء في تراجم الأندلسيين ، مما صحح ظني السابق أنها كلمة محلية ( بغدادية ) . وهذه بعض النصوص :

40

نام کتاب : الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة نویسنده : الذهبي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست