وقال السلفي : سألت المؤتمن الساجي عن أبي محمد التميمي . فقال : هو الإمام علمًا ونفسًا وأبوة ، وما يذكر عنه فتحامُلٌ من أعدائه . وقال شيرويه الديلمي الحافظ : هو شيخ الحنابلة ، ومقدمهم . سمعتُ منه . وكان ثقةً صدوقًا ، فاضلاً ذا حشمة . وقال أبو عامرِ العبدري : رزق الله التميمي كان شيخًا بهيًا ، ظريفًا لطيفًا - ، كثير الحكايات والملح ، ما أعلمُ منه إلاَّ خيرًا . وقال أبو علي بن سكرة في مشيخته : ما لقيتُ في بغداد مثله - يعني التميمي - قرأتُ عليه كثيرًا . وإنما لم أُطل ذكره لعجزي عن وصفه لكماله وفَضلِه . وقال ابن ناصر ما رأيتُ شيخًا ابن سبع وثمانين سنة أحسن سمتًا وهديًا ، واستقامة منه ، ولا أحسن كلامًا ، وأظرف وعظًا ، وأسرع جوابًا منه فلقد كان جمالاً للإسلام كما لقب ، وفخرًا لأهل العراق خاصة ، ولجميع بلاد الإسلام عامة ، وما رأينا مثله . كان مقدمًا على الشيوخ الفقهاء وشهود الحضرة ، وهو شاب ابن عشرين سنة ، فكيف به وقد ناهز التسعين سنة . وكان مكرمًا وذا قدر رفيع عند الخلفاء ، منذ زمن القادر ومَنْ بعده من الخلفاء إلى خلافة المستظهر . وله تصانيف . منها " شرحُ الإرشاد " لشيخه ابن أبي موسى في الفقه والخصال والأقسام . قرأ عليه بالروايات جماعة ، منهم : أبو الكرم الشهرزوري ، وغيره . وأملى الحديث . وسمع منه خلقٌ ، كثير ببغداد وأصبهان ، لما قدمها رسولاً من جهة المقتدي . وممن سمع منه الحفاظ : إسماعيل التميميّ ، وأبو سعد بن البغدادي ، وأبو عبد اللّه الحميدي ، وابن الخاضبة ، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم ، وأبو نعيم بن الحداد ، وأبو علي البرداني ، وأبو نصر الغازي ، وإسماعيل بن السمرقندي ، وابن ناصر ، ومحمد بن طاهر ، وعبد الوهاب الأنماطي .