فقالوا : مات ، وحُمل . فجاء رجل من الحنابلة ، وزاحم حتى حصل تحتَه ، وعَصَرَ على خُصاه ، فصاح الرجل فقالوا : عاش ، عاش . وأخذ الناس في الضحك ، وقالوا المحال ينكشف . قال الناصح : وكان الشيخ موفق الدين المقدسي يقول : كلُّنا في بركات الشيخ أبي الفرج . قال : وحدثني ونحن ببغداد قال : لما قدم الشيخ أبو الفرج إلى بلادهمِ من أرض بيت المقدس تسامح الناس به فزاروه من أقطار تلك البلاد قال : فقال جدِّي قدامة لأخيه : تعال نمشي إلى زيارة هذا الشيخ لعله يدعو لنا . قال : فزاروه ، فتقدم إليه قدامة فقال له : يا سيدي ، ادع لي أن يرزقني الله حفظَ القرآن . قال : فدعا له بذلك ، وأخوه لم يسأله شيئًا ، فبقي على حاله . وحَفِظَ قدامة القرآن . وانتشر الخبر منهم ببركات دعوة الشيخ أبي الفرج . للشيخ أبي الفرج تصانيف عدة في الفقه والأصول . منها : " المبهج " و " الإيضاح " و " التبصرة في أصول الدين " و " مختصر في الحدود ، وفي أصول الفقه ، ومسائل الامتحان " . وقرأت بخط الناصح عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الشيخ قال : سمعت والدي يقول : للشيخ أبي الفرج " كتاب الجواهر " وهو ثلاثون مجلدة يعني : في التفسير . قال : وكانت بنت الشيخ تحفظه ، وهي أم زين الدين علي بن نجا الواعظ ، الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى . قال أبو يعلى بن القلانسي في تاريخه في حق الشيخ أبي الفرج : كان وافر العلم ، متين الدين ، حسن الوعظ ، محمود السمت . توفي يوم الأحد ثامن عشرين في الحجة ، سنة ست وثمانين وأربعمائة بدمشق . ودفن بمقبرة الباب الصغير ، وقبره مشهور يزار . وللشيخ رحمه الله ذرية . فيهم كثير من العلماء ، نذكرهم إن شاء اللّه تعالى في مواضعهم من هذا الكتاب ، يعرفون ببيت ابن الحنبلي .