وقال الرُّهاوي : سمعتُ أبا بشر محمد بن محمد الهمذاني يقول : سمعتُ شيخي عبد الهادي الذي أخذت عنه العلم يقول : عبدُ الله الأنصاري يُعدُّ في العبادلة . قال الرُّهاوي : عبد الهادي هذا من أئمة همذان . وقد ذكر أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي في تاريخ هراة شيخ الإسلام الأنصاري ، فقال : كان بكر الزمان ، وزناد الفلك ، وواسطة عقد المعاني والمعالي ، وصورة الإقبال في فنون الفضائل ، وأنواع المحاسن . منها : نصرة الدين والسنة ، والصلابة في قهر أعداء المِلّة ، والمتحلين بالبدعة . حيي على ذلك عمره ، من غير مداهنة ومراقبة لسلطانٍ ولا وزيرٍ ، ولا ملاينةِ مع كبير ولا صغير . وقد قاسى بذلك السبب قصد الحساد في كل وقت وزمان ، ومُنى بكيد الأعداء في كل حين وأوان ، وسعوا في روحه مِرارًا ، وعمدُوا إلى هلاكه أطوارًا ، مقدرين بذلك الخلاص من يده ولسانه ، وإظهار ما أضمروا في زمانه . فوقاه الله شرهم ، وأحاط بهم مكرهم ، وجعل قصدهم لارتفاع أمره ، وعلو شأنه ، أقوى سبب . وليس ذلك من فضل الله تعالى ببدع ولا عجب " إن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثّبتْ أَقدَامَكُمْ " محمد : 17 . وأما قبوله عند الخاص والعام ، واستحسان كلامه ، وانتشاره في جميع بلاد الإسلام ، فأظهر من أن يقام عليه حجة وبرهان ، أو يختلف في سَبقه وتَقَدمه فيها من الأئمة اثنان . ولقد هذَب أحوال هذه الناحية عن البدع بأسرها ، ونقح أمورهم عما اعتادوه منها في أمرها ، وحَمَلهُم على الاعتقاد الذي لا مطعن لمسلمٍ بشيء عليه ، ولا سبيل لمبتدع إلى القَدح إليه . ومنها : تصانيفه التي حاز فيها قصب السبق بين الأضراب ، وذكرها في باب المصنفين من الكتاب . وذكره أيضا الإمام أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، خطيب نيسابور في تاريخ نيسابور ، فذكر اسمه ونسبه ، وقال : أبو إسماعيل الإمام شيخ