وللشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى كلام حسن في التوحيد ، والصفات والقدر ، وفي علوم المعرفة موافق للسنة . وله كتاب " الغنية لطالبي طريق الحق " وهو معروف ، وله كتاب " فتوح الغيب " وجمع أصحابه من مجالسه في الوعظ كثيرًا . وكان متمسكًا في مسائل الصفات ، والقدر ، ونحوهما بالسنة ، بالغًا في الرد على من خالفها . قال في كتابه " الغنية " المشهور : وهو بجهة اِلعلو مستو على العرش ، محتو علىِ الملك محيط علمه بالأشياء " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " . فاطر : 10 ، " يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ، ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون " السجدة : 15 ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان ، بل يقال : إنه في السماء على العرش ، كما قال " الرحمن على العرش استوى " طه : 5 ، وذكر آياتٍ وأحاديث ، إلى أن قال : وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل ، وأنه استواء الذات على العرش . قال : وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل ، بلا كيف . وذكر كلامًا طويلاً ، وذكر نحو هذا في سائر الصفات . وذكر الشيخ أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرصري ، الشاعر المشهور ، عن شيخه العارف علي بن إدريس : أنه سأل الشيخ عبد القادر ، فقال : يا سيدي ، هل كان للّه ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل . فقال : ما كان ، ولا يكون . وقد نظم ذلك الشيخ يحيى في قصيدته . قال الشيخ تقي الدين أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : حدثني الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم الفاروقي ، أنه سمع الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي ، صاحب العوارف ، قال : كنتُ قد عزمت على أن أقرأ شيئًا من علم الكلام ، وأنا متردد : هل أقرأ الإرشاد لإمام الحرمين ، أو نهاية الإقدام للشهرستاني ، أو كتابًا آخر ذكره ؟ فذهبت مع خالي أبي النجيب ، وكان يصلي بجنب الشيخ عبد القادر قال : فالتفت الشيخ