responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 295


فأما الحكاية المعروفة عن الشيخ عبد القادر أنه قال : قدمي هذه على رقبة كل ولي لله ، فقد ساقها هذا المصنف عنه من طرق متعددة .
وأحسن ما قيل في هذا الكلام : ما ذكره الشيخ أبو حفص السهروردي في عوارفه : أنه من شطحات الشيخ التي لا يقتدي بهم فيها ، ولا يقدح في مقاماتهم ومنازلهم ، فكل أحد يؤخذ عليه من كلامه ويترك ، إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم .
ومن ساق الشيوخ المتأخرين مساق الصدر الأول ، وطالبهم بطرائقهم ، وأراد منهم ما كان عليه الحسن البصري وأصحابه مثلاً من العلم العظيم ، والعمل العظيم ، والورع العظيم ، والزهد العظيم ، مع كمال الخوف والخشية ، وإظهار الذل والحزن ، والانكسار والازدراء على النفس ، وكتمان الأحوال والمعارف ، والمحبة والشوق ونحو ذلك - فلا ريب أنه يزدري المتأخرين ، ويمقتهم ، ويهضم حقوقهم . فالأولى تنزيل الناس منازلهم ، وتوفيتهم حقوقهم ، ومعرفة مقاديرهم ، وإقامة معاذيرهم . وقد جعل اللّه لكل شيء قدرًا .
ولما كان الشيخ أبو الفرج بن الجوزي عظيم الخبرة بأحوال السلف ، والصدر الأول ، قل من كان في زمانه يساويه في معرفة ذلك . وكان له أيضاً حظ من ذوق أحوالهم ، وقسط من مشاركتهم في معارفهم . كان لا يعذر المشايخ المتأخرين في طرائقهم المخالفة لطرائق المتقدمين ، ويشتد إنكاره عليهم .
وقد قيل : إنه صنف كتابًا ، ينقم فيه على الشيخ عبد القادر أشياء كثيرة ، ولكن قد قل في هذا الزمان من له الخبرة التامة بأحوال الصدر الأول ، والتمييز بين صحيح ما يذكر عنهم من سقيمه .
فأما من له مشاركة لهم في أذواقهم ، فهو نادر النادر . وإنما يلهج أهل هذا الزمان بأحوال المتأخرين ، ولا يميزون بين ما يصح عنهم من ذلك من غيره ، فصاروا يخبطون خبط عشواء في ظلماء . واللّه المستعان .

295

نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست