وإنما قال : " وما قلى " ولم يقل : وما قلاك لأن القلى بغض بعد حب ، وذلك لا يجوز على الله تعالى . والمعنى : وما قلى أحدًا قط ، ثم قال : " وللآخرة خير لك من الأولى " ولم يقل : خير على الإطلاق . وإنما المعنى خير لك ولمن آمن بك . وقوله : " فآوى " ولم يقل : فآواك ، لأنه أراد : آوى بك إلى يوم القيامة . وقال : أما كون صوم يوم عرفة بسنتين ففيه وجهان : أحدهما : لما كان يوم عرفة في شهر حرام بين شهرين حرامين : كفر سنة قبله وسنة بعده . والثاني : إنما كان لهذه الأمة ، وقد وعدت في العمل بأجرين . قال تعالى : " يؤتكم كفلين من رحمته " 57 : 28 . أما عاشوراء : فقد كانت الأمم قبل هذه الأمة تصومه ، ففضل ما خصت به هذه الأمة ، وإنما كفر عاشوراء السنة الماضية لأنه تبعها وجاء بعدها . والتكفير بالصوم إنما يكون لما مضى لا لما يأتي . فأما يوم عرفة : فإنه يكفر السنة التي قد مضى أكثرها ، ويزيد لموضع فضله بتكفير ما يأتي . وقال في حديث تفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفذ : لما كانت صلاة الفذ مفردة أشبهت العدد المفرد ، فلما جمعت مع غيرها أشبهت ضرب العدد . كانت خمسًا فضربت في خمس ، فصارت خمسًا وعشرين ، وهي غاية ما يرتفع إليه ضرب الشيء في نفسه . فأما رواية " سبع وعشرين " فإن صلاة المنفرد وصلاة الإمام أدخلتا مع المضاعفة في الحساب . وقد ذكر الوزير في كلامه على شرح حديث " من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين " وهو الذي أفرد من كتابه " الإفصاح " فوائد غريبة . فذكر في أول كلامه : أن اختصاص المساجد ببعض أرباب المذاهب بدعة