الحسنة بعشر أمثالها ، فدرهم الصدقة لا يعود فيكتب به عشر مع ذهابه ، فيكون الحاصل به على الحقيقة تسعة ، والقرض يضاعف على الصدقة ، فيصير ثمانية عشرة لأن تسعة وتسعة ثمانية عشر . والسبب في مضاعفته : أن الصدقة قد تقع في يد غير محتاج ، والقرض لا يقع إلا في يد محتاج . وسمعته يقول في قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا شربتم فاسئروا " قال : هذا في الشرب خاصة . فأما الأكل فمن السنة : لعق القصعة والأصابع ، وإنما خص الشرب بذلك لأن التراب والأقذار ترسخ في أسفل الإناء ، فاستقصاء ذلك يوجب شرب ما يؤذي . قال : وكذلك السر في الأمر بالتنفس في الإناء ثلاثاً لأن التنفس يخرج كرب القلب ، كدر البدن . فكره الشارع أن يعود في الماء فيؤذي الشارب . وسمعته يقول في قوله صلى الله عليه وسلم : " أول زمرة تدخل الجنة من أمتي وجوههم كالقمر ليلة البدر " قال : إنما لم يقل كالشمس لأن نور الشمس يؤثر في عيون الناظرين إليها ، فلا يتمكنون من النظر ، والجنة دار لذة وطيب عيش ، فلو أشبهت وجوههم نور الشمس لم يتمكن أحد منهم أن ينظر الآخر . ومن كلامه في السنة : قال أبو الفرج بن الجوزي : سمعت الوزير يقول : تأويل الصفات أقرب إلى الحظ من إثباتها على وجه التشبيه فإن ذلك كفر . وهذا غايته البدعة . قال وسمعته ينشد لنفسه : لا قول عند آية المتشابه * للراسخين غير " آمنا به " قال : وسمعته يقول : ما أنزل الله آية إلا والعلماء قد فسروها ، لكنه يكون للآية وجوه محتملات ، فلا يعلم ما المراد من تلك الوجوه المحتملات إلا الله عز وجل . قال : وسمعته يقول في قوله تعالى : " إن هذا إلا قول البشر " المدثر : 25 ، قال : العرب لا تعرف ذا ولا هذا إلا في الإشارة إلى الحاضر . وإنما أشار هذا القائل إلى