هذا المسموع . فمن قال : إن المسموع عبارة عن القديم ، فقد قال : هذا قول البشر . قال مصنف سيرته : كثيرًا ما سمعته يقول : ليس مذهب أحمد إلا الاتباع فقط . فما قاله السلف قاله ، وما سكتوا عنه سكت عنه فإنه كان يكثر أن يقال : لفظي بالقرآن مخلوق ، أو غير مخلوق ، لأنه لم يقل . وكان يقول في آيات الصفات : تمرّ كما جاءت . قال : وسمعته يقول : تفكرت في أخبار الصفات ، فرأيت الصحابة والتابعين سكتوا عن تفسيرها ، مع قوة علمهم ، فنظرت السبب في سكوتهم ، فإذا هو قوة الهيبة للموصوف ، ولأن تفسيرها لا يتأتى إلا بضرب الأمثال للّه ، وقد قال عز وجل : " تضربوا للّه الأمثال " النحل : 74 ، قال : وكان يقول : لا يفسر على الحقيقة ولا على المجاز لأن حملها على الحقيقة تشبيه ، وعلى المجاز بدعة . قال : وسمعته يقول : واللّه ما نترك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع الرافضة نحن أحق به منهم ، لأنه منا ونحن منه ، ولا نترك الشافعي مع الأشعرية فإنا أحق به منهم . قال : وسمعته يقول : من مكايد الشيطان : تنفيره عباد اللّه من تدبر القرآن لعله أن الهدى واقع عند التدبر ، فيقول : هذه مخاطرة ، حتى يقول الإنسان : أنا لا أتكلم في القرآن تورعًا . ومنها : أن يخرج جوالب الفتن مخرج التشدد في الدين . ومنها : أن يقيم أوثاناً في المعنى تعبد من دون الله مثل أن يبين الحقٌّ فيقول : ليس هذا مذهبنا تقليدًا للمعظم عنده ، قد قدمه على الحق . قال : وسمعته يقول لبعض الناس : لا يحل والله أن تحسن الظن بمن يرفض ، ولا بمن يخالف الشرع في حال . ومن كلامه في فنون ، قال ابن الجوزي : وسمعته يقول : يحصل العلم بثلاثة أشياء .