غافر : 7 ، قال : علمت الملائكة أن اللّه عز وجل يحب عباده المؤمنين ، فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم . وأحسن القرب أن يسأل المحب إكرام حبيبه ، فإنك لو سألت شخصًا أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده ، حيث تحثه على إكرام محبوبه . وسمعته يقول في قوله تعالى : " لو نشاء لجعلناه حطامًا " الواقعة : 65 " لو نشاء جعلناه أجاجًا " الواقعة : 75 ، قال : تأملت دخول اللام وخروجها ، فرأيت المعنى : أن اللام تقع للاستقبال ، تقول : لأضربنك ، أي فيما بعد ، لا في الحال . والمعنى " أفرأيتم ما تحرثون ؟ أنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ؟ لو نشاء لجعلناه حطامًا " الواقعة : 63 - 65 ، أي : في مستقبل الزمان إذا تم فاستحصد ، وذلك أشد العذاب ، لأنها حالة انتهاء تعب الزراع ، واجتماع الدين عليه ، لرجاء القضاء بعد الحصاد ، مع فراغ البيوت من الأقوات . وأما في الماء : فقال : " لو نشاء جعلناه أجاجًا " أي : الآن ؟ لأنا لو أخرنا ذلك لشرب العطشان وادخر الإنسان . وسمعته يقول في قوله تعالى : " ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا " الممتحنة : 15 قال : المعنى : لا تبتلينا بأمر يوجب افتتان الكفار بنا ، فإنه إذا خذل المتقي ونصر العاصي فتن الكافر ، وقال : لو كان مذهب هذا صحيحًا ما غلب . قال : وسمعته يقول في قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل رمضان سلسلت الشياطين " قال : إن الشياطين للعاصي في غير رمضان كالعكاز يقول : سوّل لي ، وغرني . فإذا سلسل الشيطان قلّ عذر العاصي . وسمعته يقول في حديث عائشة رضي الله عنها " كان أكثر صوم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شعبان " قال : ما أرى هذا إلا على وجه الرياضة لأن الإنسان إذا هجم بنفسه على أمر لم يتعوده صعب عليه ، فدرج نفسه بالصوم في شعبان لأجل رمضان . وسمعته يقول في قوله صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بك من شر ما لم أعمل " قال : له معنيان .