مثنى وفرادى " فاطر : 46 ، قال : المعنى : أن يكون قيامكم خالصًا للّه عز وجل ، لا لغلبة خصومكم ، فحينئذ تفوزون بالهدى . وسمعته يقول في قوله تعالى : " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " يس : 25 ، في الآية الأخرى " وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى " القصص : 20 ، فرأيت الفائدة في تقديم ذكر الرجل وتأخيره : أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ في المدح من تقديم ذكره على وصفه فإن الناس يقولون : الرئيس الأجل فلان ، فنظرت فإذا الذي زيد في مدحه وهو صاحب يس أمر بالمعروف وأعان الرسل وصبر على القتل ، والآخر إنما حذر موسى من القتل ، فسلم موسى بقبوله مشورته . فالأول هو الآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر ، والثاني هو ناصح الآمر بالمعروف . فاستحق الأول الزيادة . ثم تأملت ذكر أقصى المدينة ، فإذا الرجلان جاءا من بُعد في الأمر بالمعروف ، ولم يتقاعدا لبعد الطريق . وسمعته يقول في قوله تعالى : " ليت قومي يعلمون . بما غفر لي ربي " يس : 26 ، 27 . قال : المعنى : يا ليتهم يعلمون بأي شيء وقع غفرانه . والمعني : أنه غفر لي بشيء يسير فعلته ، لا بأمر عظيم . وسمعته يقول في قوله تعالى : " إن هؤلاء ليقولون : إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين . فائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين . أهم خير أم قوم تبع ؟ " . الدخان : 34 - 36 ، قال : ربما توهم جاهل أنهم لم يجابوا عما سألوا ، وليس كذلك فإن الذي سألوا لا يصلح أن يكون دليلاً على البعث لأنهم لو أجيبوا إلى ما سألوا لم يكن ذلك حجة على من تقدم ، ولا على من تأخر ، ولم يزد على أن يكون لمن تقدم وعدًا ، ولمن تأخر خبرًا ، اللهم إلا أن يجيء لكل واحد أبوه ، فتصير هذه الدار دار البعث . ثم لو جاز وقوع مثل هذه كان إحياء ملك يضرب به الأمثال أولى ، كتبع ، لا أنتم يا أهل مكة ، فإنكم لا تعرفون في بقاع الأرض . وسمعته يقول في قوله تعالى : " فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك "