فقد كذبكم أصنامكم بقولكم ؟ لأَنكم ادعيتم أنها الآلهة وقد أقررتم أنها لا تنفع فإقراركم يكذب دعواكم . وقال في قوله تعالى : " وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق " الفرقان : 25 ، قال : فهو يدل على فضل هداية الخلق بالعلم ، ويبين شرف العالم على الزاهد المنقطع فإن النبي صلى الله عليه وسلم كالطبيب ، والطبيب يكون عند المرضى ، فلو انقطع عنهم هلكوا . وسمعته يقول في قوله تعالى : " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي " النمل : 19 ، قال : هذا من تمام برّ الوالدين . كأن هذا الولد خاف أن يكون والداه قصرا في شكر الرب عز وجل ، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا . وسمعته يقول في قوله تعالى : " وقال الذين أوتوا العلم : ويلكم ، ثواب اللّه خير لمن آمن " القصص : 80 ، قال : إيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء ، فمن كان هكذا فهو عالم . ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم . وسمعته يقول في قوله تعالى : " من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون " القصص : 171 وفي الآية التي تليها " أفلا تبصرون " القصص : 72 ، قال : إنما ذكر السماع عند ذكر الليل والإبصار عند ذكر النهار لأن الإنسان يدرك سمعه في الليل أكثر من إدراكه بالنهار ، ويرى بالنهار أكثر مما يرى بالليل . قال المبرد : سلطان السمع في الليل ، وسلطان البصر في النهار . وسمعته يقول في قوله تعالى : " اذكروا نعمة الله عليكم : هل من خالق غير الله " فاطر : 3 ، قال : فطلبت الفكر في المناسبة بين ذكر النعمة وبين قوله تعالى : " هل من خالق غير الله " فرأيت أن كل نعمة ينالها العبد فالله خالقها ، فقد أنعم بخلقه لتلك النعمة ، وبسوقها إلى المنعم عليه . وسمعته يقول في قوله تعالى : " إنما أعظكم بواحدة : أن تقوموا لله