ليس هذا بإجابة سؤاله ، وإنما سأل الإنظار ، فقيل له : كذا قدر ، لا أنه جواب سؤالك ، لكنه مما فهم . وسمعته يقول في قوله تعالى : " قل : لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " التوبة : 51 ، قال : إنما لم يقل : ما كتب علينا لأنه أمر يتعلق بالمؤمن ، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له ، إن كان خيرًا فهو له في العاجل ، وإن كان شرًا فهو ثواب له في الآجل . وسمعته يقول في قوله تعالى : " حجابًا مستورًا " الإسراء : 143 قال أهل التفسير : يقولون : ساترًا ، والصواب : حمله على ظاهره ، وأن يكون الحجاب مستورًا عن العيون فلا يرى ، وذلك أبلغ . وسمعته يقول في قوله تعالى : " ولولا إذ دخلت جنتك قلت : ما شاء الله " الكهف : 39 ، قال : ما قال : ما شاء الله كان ولا يكون ، بل أطلق اللفظ ليعم الماضي والمستقبل والراهن . قال : وتدبرت قوله تعالى : " ولا قوة إلا بالله " فرأيت لها ثلاثة أوجه . أحدها : أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته ، ويسلم الأمر إلى مالكه . والثاني : أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله ، فلا يخاف منهم إذ قواهم لا تكون إلا بالله ، وذلك يوجب الخوف من الله وحده . والثالث : أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القوى في الأشياء بطبيعتها ، فإن هذه الكلمة بينت أن القويّ لا يكون إلا بالله . وسمعته يقول في قوله تعالى : " فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا " الكهف : 197 قال : " التاء " ، من حروف الشدة ، تقول في الشيء القريب الأمر : ما استطعته ، وفي الشديد : ما استطعته ، فالمعنى : ما أطاقوا ظهوره لضعفهم ، وما قدروا على نقبه لقوته وشدته . وسمعته يقول في قوله تعالى : " إن الساعة آتيةٌ أكادُ أُخْفيهَا "