إلى إسناد ، ولا من يعرفه طريق الإسناد ، ويفيد من حفظه علومًا جمة . له في كل وصف شريف سيرة حسنة ، يعلو شخصه المهابة ، كأنه أحد الصحابة ، فكيف يستجيز من تعقل وتفهم أن يطلق من لفظه ، وقد شاء هذه أنه لا يحسن أن يتكلم . قلت : حدث ابن ناصر بالكثير ، وأملى الحديث ، واستملى للأشياخ الكثير وخرج لهم التخاريج الكثيرة ، وتكلم فيها على الأسانيد ، ومعاني الأحاديث وفقهها ، وله مصنف في مأخذ في اللغة على الغريبين للهروي ، ومصنف في مناقب الإمام أحمد في مجلد وجزء في الرد على من يقول : إن صوت العبد بالقرآن غير مخلوق . وروى عنه خلق كثير من الحفاظ وغيرهم . كالسلفي ، وابن عساكر ، وأبي موسى ، وابن السمعاني ، وابن الجوزي ، وابن الأخضر ، وابن سكينة ، وعبد الرزاق بن عبد القادر ، ويحيى بن الربيع مدرس النظامية ، وأبي بكر محمد بن غنيمة بن الحلاوي الفقيه الحنبلي ، وأبي اليمن الكندي ، وخلق كثير . وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المقير . وتوفي ليلة الثلاثاء ثامن عشر شعبان سنة خمسين وخمسمائة ، وصلى عليه قريبًا من جامع السلطان ، ظاهر السور بالجانب الشرقي ، ثم بجامع المنصور ، ثم بالحربية ودُفن بمقبرة باب حرب ، إلى جانب أبي منصور بن الأنباري تحت السدرة . وذكر ذلك ابن الجوزي ، وقال : حدثني أبو بكر بن الخضري الفقيه ، قال : رأيته في المنام ، فقلتُ : يا سيدي ، ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي ، وقال لي : قد غفرتُ لعشرة من أصحاب الحديث في زمانك لأنك رئيسهم وسيدهم . رحمه الله تعالى .