وله حظ كامل من اللغة ومعرفة تامة في المتون والأسانيد كثير الصلاة دائم التلاوة وللقرآن الكريم ، مواظب على صلاة الضحى ، غير أنه يحب أن يقع في الناس ، ويتكلم في حقهم . وقد رد هذا عليه الحافظ أبو الفرج بن الجوزي ردًّا بليغًا . وقال صاحب الحديث : ما يزال يجرحُ ويعدل . وقد احتج بكلام ابن ناصر في أكثر التراجم ، فكيف عول عليه في الجرح والتعديل ، ثم طعن فيه . ولكن هذا من تعصب ابن السمعاني على أصحاب أحمد . وذكر كلامًا كثيرًا . ونقل ابن السمعاني في ترجمة أحمد بن علي الطريثيثي عن ابن ناصر : أن الطريثيثي ، كان كذابًا ضعيفًا في الرواية ، لا يحتج به ، ولا يعتمد على روايته . ثم قال أبو الفضل : لا يحسن الكلام فإنه إذ قال : كذاب ، لا يحتاج أن يقول : لا يعتمد على روايته ، وإذا رماه بالكذب فلا يقال : إنه ضعيف في الرواية فإن الضعف دون الكذب . قال الحافظ أبو محمد بن الأخضر ما معناه : قول شيخنا " كذاب " لأنه روى ما ليس من سماعه ، ونهى عن ذلك فلم ينته . وقوله " ضعيف في الرواية " حيث لم يميز صحيح حديثه من سقيمه . و " لا يحتج به " لأنه ليس من شرط الصحيح بهذا الوصف . و " لا يعتمد على روايته " لوجوب هذا التخليط في معرفته وحديثه ، فلو وصفه بمجرد الكذب لما كان من أهله لأنه ليس من قبيل من يضع متنًا ولا يهيئ على متن إسناد ، فصاحب الترجمة لم ينفرد بوصف من هذه الأوصاف ، بل اشتمل عليها جميعها ، فكان الجرح على حسبها . قال : وقول ابن السمعاني : إن ابن ناصر لا يحسن الكلام ، عِيٌ من القول وقصور عن إدراك الفهم ، أتراه من أدرك في رحلته من اشتمل بصفة شيخنا في طبقته من حفظ وإتقان ، ودوام صلاة وصيام ، وأوراد كثيرة ، لا يقطعها في أوقاتها ، وحسن خط لم يماثله عالم في تحقيقه وضبطه ، حتى إنه لا يفتقر من قرأ كتابه