أصحابنا الحنابلة ومال إليهم ، وانتقل إلى مذهبهم لمنام رأى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له : عليك بمذهب الشيخ أبي منصور الخياط . وقد سقناه بكماله في ترجمة الشيخ أبي منصور . وساقه ابن النجار مختصرًا ، وفي آخره قال ابن ناصر : ثم أخذت في سماع كتب أحمد ومسائله ، والتفقه على مذهبه ، ذلك في رمضان سنة ثلاث وتسعين . قال السلفي : سمع ابن ناصر معنا كثيرًا ، وهو شافعي أشعري ، ثم انتقل إلى مذهب أحمد في الأصول والفروع ، ومات عليه ، وله جودة حفظ وإتقان ، وحسن معرفة . وهو ثبت إمام . قال أبو موسى المديني : هو مقدم أصحاب الحديث في وقته ببغداد . وقال ابن الجوزي : كان حافظًا ضابطًا ، متقنًا ، ثقة من أهل السنة ، لا مغمز فيه . وكان كثير الذكر ، سريع الدمعة . وهو الذي تولى تسمعي الحديث ، وعنه أخذت ما أخذت من علم الحديث . وقال أيضًا : قرأت عليه ثلاثين سنة ، ولم أستفد من أحد كاستفادتي منه . وقال ابن النجار : كان جيد النقل ، صحيح الضبط ، كثير المحفوظ ، له يد باسطة في معرفة النحو واللغة . وكانت أصوله في غاية من الصحة والإتقان . وكان ثقة نبيلاً ، حجة ، حسن الطريقة ، متدينًا فقيرًا ، متعففًا نظيفًا نزهًا ، وقف كتبه على أصحاب الحديث . رأيت بخطه وصية له أوصى بها ، ذكر فيها صفة ما يخلفه من التركة ، وهو ثياب بدنه ، وكلها خلق مغسولة ، وأثاث منزله - وكان مختصرًا جدًا - وثلاثة دنانير من العين ، لم يذكر سوى ذلك ، ومات ولم يعقب . قال : وسمعت ابن سكينة ، وابن الأخضر وغيرهما يكثرون الثناء عليه ، ويصفونه بالحفظ والإتقان والديانة ، والمحافظة على السنن والنوافل . وذكره ابن السمعاني في كتابه ، فقال : حافظ ثقة ، دين خير ، متقن متثبت