responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 18


قال : وأنبأنا ابن عبد اللّه عن أبي محمد التميمي قال : ما حسدتُ أحدًا إلاَّ الشريف أبا جعفر ، في ذلك اليوم ، وقد نلتُ مرتبة التدريس والتذكير والسفارة بين الملوك ، ورواية الأحاديث ، والمنزلة اللطيفة عند الخاص والعام . فلمَّا كان ذلك اليوم خرج الشريفُ علينا ، وقد غسل القائم عن وصيته بذلك . ثم لم يقبل شيئًا من الدنيا ، ثم انسل طالبًا لمسجده ، ونحنُ كلٌّ منا جالسٌ على الأرض متَحَفٍّ ، متغيرٌ لونُه ، مخرقٌ لثوبه ، يهوله ما يَحدث به بعد مَوت هذا الرجل على قدر ما له تعلق بهم ، فعرفت أن الرجل هو ذلك .
قال القاضي أبو الحسين - أي ابن أبي يعلى - : قلتُ له - أي قلتُ لعبد الخالق - بعد اجتماعه معه : أينَ سهمنا مما كان هناك . فقال : أحْيَيْتُ جَمَالَ شيخنا والدك الإمام أبي يعلى . يُقال : هذا غلامُهُ ، تنزه عن هذا القدر الكثير ، فكيف لو كان هو ؟ وفي سنة أربع وستين وأربعمائة : اجتمع الشريف أبو جعفر ومعه الحنابلة في جامع القصر ، وأدخلوا معهم أبا إسحاق الشيرازي وأصحابه . وطلبوا من الدولة قلع المواخير ، وتتبع المفسدين والمفسدات ، ومنْ يبيعُ النبيذ ، وضربَ دراهم تقع بها المعاملة عوض القراضة . فتقدم الخلفية بذلك . فهرب المفسدات ، وكُبِسَت الدور ، وأريقت الأنبذة . ووعدوا بقلع المواخير ، ومكاتبة عضد الدولة برفعها ، والتقدم بضرب الدراهم التي يتعامل بها . فلم يقنع الشريف ولا أبو إسحاق بهذا الوعد . وبقي الشريف مدة طويلة متعتبًا مهاجرًا لهم .
وحكى أبو المعالي صالح بن شافع عمن حدَّثه : أن الشريف رأى محمدًا وكيل الخليفة حين غرقت بغداد سنة ست وستين ، وجرى على دار الخلافة العجائب ، وهم في غاية التخبط . فقال الشريف أبو جعفر : يا محمد ، يا محمد ، فقال له : لبيك يا سيدنا ، فقال له : قل له : كتبنا وكتبتم ، وجاء جوابنا قبل ، جوابكَم ، يشير إلى قول الخليفة : سنكاتب في رفع المواخير ، ويريد بجوابه : الغرق وما جرى فيه .

18

نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست