responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 154


لا يليق بهذا الحي الكريم الفاضل على جميع الحيوان أن يُرى إلا عابدًا للّه في دار التكليف ، أو مجاورًا لله في دار الجزاء والتشريف . وما بين ذلك فهو واضع نفسه في غير مواضعها .
ومن كلامه في تقرير البعث والمعاد : واللّه لا أقنع من الله سبحانه بهذه اللمحة التي مزجت بالعلاقم ، ولا أقنع من الأبدي السَّرمدي ولا يليق بذا الكرم إلا إدامة النعم . والله ما لوّح إلا وقد أعدّ ما تخافه الآمال . وما قدح أحدٌ في كمال جود الخالق وإنعامه بأكثر من جحده البعث مع تشريف النفوس ، وتعليق القلوب بالإعادة ، والجزاء على الأعمال الشاقة ، التي هجر القوم فيها اللذات ، فصبروا على البلاء طمعًا في العطاء .
قال : ويَدُلُّ على أنّ لنا إعادةً تتضمن بقاءً دائمًا ، وعيشًا سالمًا : أن أصح الدلالة قد دلّت على كمال البارئ سبحانه وتعالى ، وخروجه عن النقائص . وقد استقرينا أفعالَه ، فرأيناهُ قد أعدّ كل شيء لشيء . فالسمعُ للمسموعات ، والعين للمبصرات ، والأسنان للطحن ، والمنخران للشمّ ، والمعدة لطبخ الطعام . وقد بقي للنفس غرض قد عجن في طينها : وهو البقاء بغير انقطاع ، وبلوغ الأغراض من غير أذى . وقد عدمت النفس ذلك في الدنيا . ثم إنا نرى طالما لم يقابل ولا تقتضي الحكمة لذلك . فينبغي أن يكون لها ذلك في دار أخرى .
قال : ولأنظر إلى صُورة البلى في القبور ، فكم من بداية خالفتها النهاية . فإن بداية الآدمي والطير ماء مُسَخَّن مستقذَرٌ ، ومبادي النبات حَبٌّ عَفِن ، ثم يخرج الآدمي والطاوس . وكذلك خروجُ الموتى بعد البلى .
قال : وبينا أنا نائم سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، لاحت لي مقبرة ، وكأن قائلاً يقول : هذه خيم البلى ، على باب الرجاء وعلى الوفاء . قال : وهذا الإلقاء من الله تعالى لكثرة لهجي بالبعث ، وتشوفي إلى الاجتماع بالسلف النطاف ، وتبرمي من مخالطة السفساف .

154

نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست