responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 153


ومن معاني كلامه يستمدّ أبو الفرج بن الجوزي في الوعظ .
فمن ذلك ما قاله في الفنون : لقد عظم الله سبحانه الحيوان ، لا سيما ابن آدم ، حيث أباحه الشرك عند الإكراه ، وخوف الضرر على نفسه ، فقال : " إلاَّ مَنْ أكْرهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإيمان " النحل : 106 .
من قدَّم حرمة نفسك على حرمته ، حتى أباحك أن تتوقى وتحامي عن نفسك بذكره بما لا ينبغي له سبحانه ، لحقيق أن تعظم شعائره ، وتقر أوامره ، وزواجره .
وعصم عرضك بإيجاب الحدّ بقذفك ، وعَصَم مالك بقطع مسلم في سرقته ، وأسقط شطر الصلاة لأجل مشقتك ، وأقام مسح الخف مقام غسل الرجل إشفاقًا عليك من مشقة الخلع واللبس ، وأباحك الميتة سدًّا لرمقك ، وحفظًا لصحتك ، وزجرك عن مضارك بحد عاجلٍ ، ووعيد آجل ، وَخَرق العوائد لأجلك ، أنزل الكتب إليك . أيحسن بك - مع هذا الإكرام - أن تُرى على ما نهاك منهمكًا ، وعما أمرك متنكبًا ، وعن داعيه معرضًا ، ولسنته هاجرًا ، ولداعي عدوك فيه مطيعًا ؟ يعظمك وهُوَ هُو ، وتهمل أمره وأنت أنت . هو حط رتب عباده لأجلك ، وأهبط إلى الأرض من امتنع من سجدة يسجُدها لك .
هل عاديتَ خادمًا طالتْ خدمته لك لترك صلاة . هل نفيته من دارك للإخلال بفرض ، أو لارتكاب نهي . فإن لم تعترف العبيد للموالي ، فلا أقل من أن تقتضي نفسك للحق سبحانهُ ، اقتضاء المساوي المكافي .
ما أوحش ما تلاعب الشيطان بالإنسان بينا يكون بحضرة الحق ، وملائكةُ السماء سجودٌ له ، تترامى به الأحوال والجهالات بالمبدأ والمآل ، إلى أن يوجد ساجدًا لصورة في حجر ، أو لشجرة من الشجر ، أو لشمسٍ أو لقمر ، أو لصورة ثور خار ، أو لطائر صفرة ما أوحش زوال النعم ، وتغيّر الأحوال ، والجَوْرَ بعد الكور !

153

نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست