responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 149


فإذا فَقدوه جحَدوه .
وهذا لا يحسن بأرباب العقول الصحيحة . وذلك أن لنا موجودات ما نالها الحس ولم يجحدها العقل ولا يمكننا جحدها لقيام العقل على إثباتها .
فإن قال لك أحد من هؤلاء : لا تثبت إلا ما ترى . فمن ههنا دَخل الإلحادُ على جُهّال العوام ، الذين يستثقلون الأمر والنهي ، وهم يرون أن لنا هذه الأجساد الطويلة العميقة ، التي تنمى ولا تفسد ، وتقبل الأغذية وتصدر عنها الأعمال المحكمة ، كالطب ، والهندسة فعَلِموا أن ذلك صادر عن أمرٍ وراء هذه الأجساد المستحيلة وهو الروح والعقل ، فإذا سألناهم : هل أدركتم هذين الأمرين بشيء من إحساسكم قالوا : لا ، لكننا أدركناهُما من طريق الاستدلال بما صَدر عنهما من التأثيرات قلنا : فما لكم جحدتم الإله ، حيث فقدتموه حسًا ، مع ما صدر عنه من إنشاء الرياح والنجوم ، وإدارة الأفلاك ، وإنبات الزرع ، وتقليب الأزمنة وكما أن لهذا الجسد عقلاً وروحًا بهما قوامه لا يحركهما الحس ، لكن شهدت بهما أدِلةُ العقل من حيث الآثار ، كذلك الله سبحانه - وله المثل الأعلى - ثبت بالعقل ، لمشاهدة الإحساس من آثار صنائعه ، وإتقان أفعاله .
وأرسل هذا الفصل إلى السلطان مع بعض خواصه . قال : فحكى لي أنه أعادهُ عليه فاستحسنه ، وهش إليه ، ولعن أولئك ، وكشف إليه ما يقولون له .
وكتب ابن عقيل أيضَا مرة إلى أبي شجاع ، وزير الخليفة المقتدي . كان ديناً كثير التعبد ، لكن كانت به وسوسة في عباداته : أما بعد ، فإن أجل تحصيل عند العقلاء ، بإجماع العلماء : الوقتُ ، فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص .
فالتكاليف كثيرة ، والآداب خاطفة . وأقلّ متَعَبدٍ به الماء . ومن اطلع على أسرار الشريعة علم قدر التخفيف .
فمن ذلك قوله : " صُبوا على بول الأعرابي ذنوبًا من الماء " .
وقوله في المني : " أمطه عنك " .
وقوله في الخف : " طهوره أن تدلكه بالأرض " . وفي ذيل المرأة : " يطهره ما بعده " .

149

نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست