عنده الحديث الكثير ، والكتب الكثيرة الوافرة ، جمع وصنف تصانيف كثيرة . منها : كتاب الصحيح على كتاب مسلم بن الحجاج . وذكره إسماعيل بن عبد الغافر ، في تاريخ نيسابور ، فقال : رجل فاضل ، من بيت العلم والحديث ، المشهور في الدنيا ، سَمِع من مشايخ أصبهان ، وسافر ودخل نيسابور ، وأدرك المشايخ ، وسمع منهم ، وجمع ، وصنف على الصحيحين . وعاد إلى بلده . وقال ابن السمعاني في حقه : جليل القدر ، وافر الفضل ، واسع الرواية ، ثقة حافظ ، فاضل ، مكثر ، صدوق ، كثير التصانيف ، حسن السيرة ، بعيد التكلف ، أوحد بيته في عصره . صنف تاريخ أصبهان ، وغيره من الجموع . قلتُ : وصنف مناقب العباس رضي الله عنه في أجزاء كثيرة . وللحافظ السلفي فيه يمدحه : إنَ يحيى فديتُه من إمامٍ * حافظٍ ، متقنٍ ، تقيّ ، حليمِ جَمَع النبل والأصالة والفض * لِ وفي العلم فوق كل عليمِ وصنف مناقب الإمام أحمد رضي الله عنه في مجلدٍ كبير ، وفيه فوائد حسنة . وقال في أوله : ومن أعظم جهالاتهم - يعني المبتدعة - وغلوهم في مقالاتهم : وقوعهم في الإمام المرضي ، إمام الأئمة ، وكهف الأمة ، ناصر الإسلام والسنة ، ومن لم تر عين مثله علمًا وزهدًا ، وديانة وأمانة . إمام أهل الحديث أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني قدَّس الله روحه ، وبرد عليه ضريحه . الإمام الذي لا يجارى ، والفحلُ الذي لا يبَارَى . ومن أجمع أئمة الدين رحمة الله ورضوانه عليهم في زمانه على تقدمه في شأنه ، ونبله وعلو مكانه . والذي له من المناقب ما لا يُعَدُّ ولا يحصى . قام للّه تعالى مقامًا لولاه لتجهم الناس ، ولمشوا على أعقابهم القهقرى ، ولضعف الإسلام ، واندرس العلم .