وصنف التصانيف ، وأملى ، وخَرَّج التخاريج لنفسه ، ولجماعة من شيوخ أصبهان . وحَدّث بالكثير ، وسَمِعَ منه الكبارُ والحفاظ من أهل بلده وغيرهم . منهم : الحافظ أبو القاسم إسماعيل التيمي ، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق ، وأبو الفضل محمد بن هبة الله بن العلاء . وقدم بغداد حاجاً ، وحَدَّث بها ، وأملى بجامع المنصور . سَمِعَ منه بها : أبو منصور الخياط ، وأبو الحسين بن الطيُوري ، وهما أسن منه ، وأقدم إسنادًا . وسَمِع منه بها أيضاً : ابن ناصر ، وعبد الوهاب الأنماطي ، والسلفي ، والشيخ عبد القادر الجيلي ، وأبو محمد بن الخشاب ، وعبد الحق اليوسفي ، وآخر أصحابه موتًا أبو جعفر الطرسوسي ، وروى عنه بالإجازة أبو سعد بن السمعاني الحافظ . قال ابن السمعاني : سألتُ إسماعيل التيمي الحافظ عنه . فأثنى عليه وَوَصَفه بالحفظ والمعرفة والدراية . قال : وسمعتُ أبا بكر اللفتواني الحافظ يقول : بيتُ ابن منده بُدِئ بيحيى وخُتم بيحيى . قال ابن السمعاني : يريدُ في معرفة الحديث والفضل والعلم . وذكر شيرويه بن شهردار الحافظ فقال : قدم علينا سمع منه عامة مشايخ الجبل وخراسان . وكان حافظاً ، فاضلاً مكثرًا ، صدوقًا ، ثقةً ، يحسن هذا الشأن جيدًا ، كثير التصانيف ، شيخ الحنابلة ومقدمهم ، حَسنَ السيرة ، بعيدًا من التكلف ، متمسكاً بالأثر . وذكره محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ ، فقال : الشيخ الإمام الأوحَدُ ،