نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 398
فقال طاهر لأصحابه : يا قوم ، اشتغلوا بمن أمامكم ، ولا تلتفتوا إلى من وراءكم ، واعلموا أنه لا وزر لكم ولا ملجأ إلا سيوفكم ورماحكم ، فاجعلوها حصونكم . وأقبل علي بن عيسى نحو القلوصة ، فتواقف العسكران للحرب ، والتقوا ، فصدقهم أصحاب طاهر الحملة . فانتقضت تعبية علي بن عيسى ، وكانت منهم جولة شديدة ، فناداهم علي ابن عيسى ، وقال : - أيها الناس ، ثوبوا ، واحملوا معي . فرماه رجل من أصحاب طاهر ، فأثبته ، وبعد أن دنا منه ، وتمكن رماه بنشابة وقعت في صدره ، فنفذت الدرع والسلاح حتى أفضت إلى جوفه ، وخر مغشيا عليه ميتا . واستوت الهزيمة بأصحابه . فما زال أصحاب طاهر يقتلونهم ، وهم مولون حتى حال الليل بينهم ، وغنموا ما كان في معسكرهم من السلاح والأموال . وبلغ ذلك محمدا ، فعقد لعبد الرحمن الأبناوي في ثلاثين ألف رجل من الأبناء ، وتقدم إليهم ، ألا يغتروا كاغترار علي بن عيسى ، ولا يتهاونوا كتهاونه . فسار عبد الرحمن حتى وافى همذان . وبلغ ذلك طاهرا ، فتقدم ، وسار نحوه ، فالتقوا جميعا ، فاقتتلوا شيئا من قتال ، فلم يكن لأصحاب عبد الرحمن ثبات ، فانهزم ، واتبعه أصحابه ، فدخلوا مدينة همذان ، فتحصنوا فيها شهرا حتى نفد ما كان معهم من الزاد . قال : فطلب عبد الرحمن الأبناوي الأمان له ولجميع أصحابه ، فأعطاه طاهر ذلك . ففتح أبواب المدينة ، ودخل الفريقان بعضهم في بعض . وسار طاهر حتى هبط العقبة ، فعسكر بناحية ( أسد اباذ ) [1] .