نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 397
وسار علي بن عيسى بن ماهان حتى صار إلى حلوان ، فاستقبله عير مقبلة من الري ، فسألهم عن خبر طاهر ، فأخبروه أنه يستعد للحرب ، فقال : وما طاهر ؟ ومن طاهر ؟ ليس بينه وبين أخلاء الري إلا أن يبلغه أني جاوزت عتبة همذان . ثم سار حتى خلف عتبة همذان وراءه ، فاستقبله عير أخرى ، فسألهم عن الخبر . فقالوا : إن طاهرا قد وضع العطاء لأصحابه ، وفرق فيهم السلاح ، واستعد للحرب . فقال : في كم هو ؟ فقالوا : في زهاء عشرة آلاف رجل . فأقبل الحسن بن علي بن عيسى على أبيه فقال : - يا أبت ، إن طاهرا لو أراد الهرب لم يقم بالري يوما واحدا . فقال : يا بني ، إنما تستعد الرجال لأقرانها ، وإن طاهرا ليس عندي من الرجال الذين يستعدون لمثلي ، ويستعد له مثلي . و ذكروا أن مشايخ بغداد قالوا : لم نر جيشا كان أظهر سلاحا ، ولا أكمل عدة ، ولا أفره خيلا ، ولا أنبل رجالا من جيش علي بن عيسى يوم خرج ، إنما كانوا نخبا . وإن طاهر بن الحسين جمع إليه رؤساء أصحابه فاستشارهم في أمره ، فأشاروا عليه ، أن يتحصن بمدينة الري ، ويحارب القوم من فوق السور إلى أن يأتيه مدد من المأمون . فقال لهم : ويحكم ، إني أبصر بالحرب منكم ، إني متى تحصنت استضعفت نفسي ، ومال أهل المدينة إليه لقوته ، وصاروا أشد على من عدوي ، لخوفهم من علي ابن عيسى ، ولعله أن يستميل بعض من معي بالأطماع ، والرأي إن ألف الخيل بالخيل ، والرجال بالرجال ، والنصر من عند الله . ثم نادى في جنوده بالخروج عن المدينة ، وأن يعسكروا بموضع يقال له ( القلوصة ) . فلما خرجوا عمد أهل الري إلى أبواب مدينتهم ، فأغلقوها .
397
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 397