نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 396
فلما قرأه جمع القواد إليه ، فقال لهم : إني قد رأيت صرف أخي عبد الله عن خراسان ، وتصييره معي ليعاونني ، فلا غنى بي عنه ، فما ترون ؟ فأسكت القوم . فتكلم خازم بن خزيمة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تحمل قوادك وجنودك على الغدر فيغدروا بك ، ولا يرون منك نقض العهد فينقضوا عهدك . قال محمد : ولكن شيخ هذه الدولة علي بن عيسى بن ماهان لا يرى ما رأيت ، بل يرى أن يكون عبد الله معي ليؤازرني ويحمل عني ثقل ما أنا فيه بصدده . ثم قال لعلي بن عيسى : إني قد رأيت أن تسير بالجيوش إلى خراسان ، فتلي أمرها من تحت يدي موسى بن أمير المؤمنين ، فانتخب من الجنود والجيوش على عينك . ثم أمر بديوان الجند ، فدفع إليه ، فانتخب ستين ألف رجل من إبطال الجنود وفرسانهم ، ووضع لهم العطاء ، وفرق فيهم السلاح ، وأمره بالمسير . فخرج بالجيوش ، وركب معه محمد ، فجعل يوصيه ، ويقول : أكرم من هناك من قواد خراسان ، وضع عن أهل خراسان نصف الخراج ، ولا تبق على أحد يشهر عليك سيفا ، أو يرمي عسكرك بسهم ، ولا تدع عبد الله يقيم إلا ثلاثا من يوم تصل إليه ، حتى تشخصه إلى ما قبلي ) . وقد كانت زبيدة تقدمت إلى علي بن عيسى ، وكان إناها مودعا ، فقالت له : إن محمدا ، وإن كان ابني وثمرة فؤادي ، فإن لعبد الله من قلبي نصيبا وافرا من المحبة ، وأنا التي ربيته ، وأنا أحنو عليه ، فإياك أن يبدأه منك مكروه ، أو تسير أمامه ، بل سر إذا سرت معه من ورائه ، وإن دعاك فلبه ، ولا تركب حتى يركب قبلك ، وخذ بركابه إذا ركب ، وأظهر له الإجلال والإكرام ) . ثم دفعت إليه قيدا من فضة وقالت : إن استعصى عليك في الشخوص فقيده بهذا القيد ) . وإن محمد انصرف عنه بعد أن أوعز إليه ، و أوصاه بكل ما أراد .
396
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 396