نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 395
فذكروا حاجة أمير المؤمنين الأمين إليه ، وما يرجو في قربه من بسط المملكة ، والقوة على العدو ، فأبلغوا في مقالتهم . وأمر المأمون بإنزالهم وإكرامهم . ولما جن عليه الليل بعث إلى الفضل بن سهل ، وكان أخص وزرائه عنده ، وأوثقهم في نفسه ، وقد كان جرب منه وثاقة رأي وفضل حزم ، فلما أتاه خلا به ، وأقرأه كتاب محمد ، وأخبره بما تكلم به الوفد من أمر التحضيض على المسير إلى أخيه ومعاونته على أمره . قال الفضل : ما يريد بك خيرا ، وما أرى لك إلا الامتناع عليه . قال المأمون : فكيف يمكنني الامتناع عليه ، والرجال والأموال معه ، والناس مع المال ؟ قال الفضل : أجلني ليلتي هذه لآتيك غدا بما أرى . قال له المأمون : امض في حفظ الله . فانصرف الفضل بن سهل إلى منزله ، وكان منجما ، فنظر ليلته كلها في حسابه ونجومه ، وكان بها ماهرا . فلما أصبح غدا على المأمون ، فأخبره أنه يظهر على محمد ويغلبه ، ويستولي على الأمر . فلما قال له ذلك ، بعث إلى الوفد ، فأحسن صلاتهم وجوائزهم ، وسألهم أن يحسنوا أمره عند الأمين ، ويبسطوا من عذره . وكتب معهم إليه : ( أما بعد ، فإن الإمام الرشيد ولاني هذه الأرض على حين كلب من عدوها ، ووهى من سدها ، وضعف من جنودها ، ومتى أخللت بها ، أو زلت عنها لم آمن انتقاض الأمور فيها ، وغلبة أعدائها عليها ، بما يصل ضرره إلى أمير المؤمنين حيث هو ، فرأى أمير المؤمنين في أن لا ينقض ما أبرمه الإمام الرشيد ) . وسار القوم بالكتاب حتى وافوا به الأمين ، وأوصلوا الكتاب إليه .
395
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 395